يحلّ بايرن ميونيخ الألماني ضيفاً على باريس سان جيرمان الفرنسي، حامل لقب دوري أبطال أوروبا، في مباراةٍ تُعدّ اختباراً حقيقياً لقدرات الفريق البافاري في المنافسة على لقب البطولة هذا الموسم. وفي مواجهة أخرى مرتقبة، يصطدم ريال مدريد الإسباني، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، بمضيفه ليفربول الإنكليزي.
حقق بايرن الفوز في 15 مباراة في مختلف المسابقات، مسجلاً بداية موسم قياسية في البطولات الخمس الكبرى. إلا أن مواجهة بطل أوروبا على أرضه ستقدّم مؤشراً أوضح على المستوى الحقيقي للعملاق البافاري.
لم يتأخر بايرن في أي مباراة سوى لخمس دقائق فقط، وذلك في الفوز على كولن 4-1 في كأس ألمانيا الأربعاء. كما تغلّبَ على الفرق التي تحتل المراكز من الثاني إلى الخامس في ترتيب الدوري الألماني، إضافةً إلى فوزهِ على تشيلسي الإنكليزي بطل كأس العالم للأندية.
نجحَ المدرب البلجيكي فنسان كومباني في جعل بايرن يتألق في جميع الخطوط، لكن النجم الأبرز بلا شك كان الهدّاف هاري كاين، الذي ارتقى إلى مستوى أعلى هذا الموسم بعد إحرازه أول لقب له في الموسم الماضي مع تتويج بايرن بالبوندسليغا.
سجّلَ كاين 22 هدفاً في 15 مباراة في جميع المسابقات، وكان تأثيرهُ حاسماً خصوصاً في ظل غياب صانع اللعب جمال موسيالا المُصاب لستة أشهر. وقد بدأَ كومباني في إشراك كاين كلاعب رقم 10، مشجعاً إياه على التراجع أحياناً حتى خط الوسط الدفاعي.
في مباراة السبت ضد باير ليفركوزن، التي لم يفز فيها بايرن في الدوري منذ عام 2022، أبقى كومباني المهاجم كاين، والجناحَين الكولومبي لويس دياس والفرنسي ميكايل أوليسيه، والمدافع الفرنسي دايو أوباميكانو على دكة البدلاء. لكن الفريق أنهى الشوط الأول متقدماً 3-0، بتوقيع سيرج غنابري العائد للتألق، والسنغالي نيكولاس جاكسون المعار من تشيلسي الإنكليزي والذي يواصل التحسن.
وقال كومباني لجماهير بايرن في الجمعية العمومية للنادي الأحد «فزنا في 15 مباراة، هذا جيد. لكن يجب أن نستمر. هذا غير كافٍ بعد».
وكما هو حال بايرن، غالباً ما يتفوّق سان جيرمان بسهولة على منافسيه المحليين، لكن تقييمه الحقيقي يكون من خلال أدائه الأوروبي. ففي الموسم الماضي، نجحَ سان جيرمان أخيراً في تحقيق حلمه القاري، وبلغَ قمة مستواه في الوقت المناسب. وتُوِّجَ الفريق المملوك لقطر بلقبه الأول في دوري الأبطال، بعد فوزهِ الساحق على إنتر ميلانو الإيطالي.
ورغم أن صدارة سان جيرمان للدوري الفرنسي لم تكن معبدة بالورود هذا الموسم، إذ يبتعد بنقطتَين فقط عن مرسيليا ولنس، إلا أنه احتفظَ بأفضل عروضه للمنافسة الأوروبية. حققَ ثلاثة انتصارات ليتقدم بفارق الأهداف المسجلة عن بايرن، وبنفس عدد نقاط إنتر وآرسنال الإنكليزي وريال مدريد الإسباني.
ويعود تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، إلى ملعب أنفيلد لمواجهة فريقه السابق ليفربول الإنكليزي، بعد بدايةٍ شبه مثالية لمسيرته مع «الملكي». في المٌقابِل، يُعاني ليفربول من تراجع في المستوى، إذ لم يُحقّق سوى انتصارَين في آخر ثماني مباريات، بينما يعيش «ميرينغي» تحت قيادة ألونسو فترة مزدهرة.
وكان ريال مدريد، المُتوَّج بلقب دوري الأبطال 15 مرة قياسية، قد تغلّبَ على غريمه برشلونة في الكلاسيكو نهاية الأسبوع الماضي في الليغا. جاءت هزيمته الوحيدة هذا الموسم بنتيجةٍ قاسية 2-5 في ديربي العاصمة أمام أتلتيكو مدريد.
وكانَ العديد من مشجّعي ليفربول يأملون في أن يتولى ألونسو تدريب الفريق بعد إعلان الألماني يورغن كلوب رحيله في نهاية موسم 2024. وكان ألونسو، المعروف بأناقتهِ في التمرير، العقل المُدبّر لوسط ميدان ليفربول بين عامَي 2004 و2009، ولَعِبَ دوراً محورياً في التتويج بلقب دوري الأبطال عام 2005 في إسطنبول قبل انتقاله إلى ريال مدريد.
وبعد أن بَقِيَ موسماً إضافياً مع باير ليفركوزن إثر قيادته إلى لقب الدوري الألماني، تولّى ألونسو تدريب ريال مدريد خلفاً للإيطالي كارلو أنشيلوتي، بعد موسمٍ خالٍ من الألقاب الكبرى. تركَ بصمة سريعة في سانتياغو برنابيو، ففازَ الفريق في 13 من أصل 14 مباراة هذا الموسم.
قال ألونسو «للفوز بالألقاب، عليك أن تُدافِع جيداً وتُحافِظ على نظافة شباكك»، وذلك بعد أن حققَ هذا الأمر للمرة السابعة هذا الموسم في الفوز على فالنسيا 4-0 السبت. قررَ أن يتدرَّب فريقه في مدريد قبل التوجه إلى ميرسيسايد «نُفضّل القيام بذلك في ملعبنا، في مساحتنا الخاصة، حتى لا يضعوا 200 كاميرا علينا».
ويُعوِّل ألونسو على هدّافهِ المُتألّق الفرنسي كيليان مبابي صاحب 18 هدفاً هذا الموسم، فيما استعادَ الإنكليزي جود بيلينغهام بريقه. في المقابل، فازَ ليفربول على أستون فيلا 2-0، ليضع فريق المدرب الهولندي أرنه سلوت حداً لسلسلة مخيّبة من 4 هزائم متتالية في «برميرليغ»، فصعدَ إلى المركز الثالث.
وتُفتتَح الجولة بمباراة آرسنال مُتصدِّر الدوري الإنكليزي بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه، مع مضيفه سلافيا براغ التشيكي، حيثُ سيحاول إبقاء رصيده خالياً من الهزائم والتعادلات.