الثلاثاء, 4 نوفمبر 2025 02:39 PM

الكوميديا السورية في رمضان: هل هي أزمة نصوص أم قيود رقابية؟

الكوميديا السورية في رمضان: هل هي أزمة نصوص أم قيود رقابية؟

تشهد الكوميديا السورية حضوراً محدوداً في رمضان 2026 بعملين فقط: مسلسل «يا أنا يا هي» (الجزء الثاني ـــ إخراج فادي وفائي ـــ تأليف فادي وفائي وإيناس سعيد بمشاركة ورشة كتابة أردنية يقودها مهند صالح ــــ إنتاج تلفزيون «رؤيا» الأردني، وشركة «الأمل» السورية) من بطولة أمل عرفة وأمل دباس، ومعهما نخبة من الممثلين.

ويبدو أن الكوميديا السورية السياسية ستقتصر على «اسكتشات» ناقدة ضمن مسلسل «ما اختلفنا» في موسمه الثالث، حيث أعلن المخرج وائل أبو شعر عن التحضير لبدء التصوير بعد نجاح الموسمين السابقين اللذين تم تصويرهما في لبنان. يتألف العمل من لوحات كوميدية منفصلة يكتبها مجموعة من المؤلفين.

حظي الموسم الثاني من المسلسل بمتابعة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مقدماً لوحات كوميدية ناجحة تناولت قضايا الصداقات، والزواج، والفساد الأمني والسياسي، مما جعله قريباً من المشاهدين، خاصة بعد تقديم لوحات ساخرة من سقوط نظام الأسد. تم تصوير هذه المشاهد داخل سوريا بعد السقوط، بدلاً من لبنان الذي كان الموقع الأساسي للتصوير.

من أبرز نجوم المسلسل: باسم ياخور، ومحمد خير الجراح، وسامية الجزائري، ونادين تحسين بيك، ومحمد حداقي، وديمة الجندي، ونظلي الرواس، وشادي الصفدي، وجمال العلي، وأندريه سكاف، وغيرهم.

يثير هذا الحضور المحدود للدراما الكوميدية السورية تساؤلات حول ما إذا كانت الرقابة قد ازدادت بعدما تمكنت الدراما السورية من تجاوز الخطوط الحمراء، أم أن الأسباب تقتصر على نقص الكتاب والنصوص.

لطالما كان «العلاج بالضحك» ملاذاً للسوريين يعكس صراعات الواقع. منذ ستينيات القرن الماضي، كانت الكوميديا السورية علامة فارقة أسست للبنية التحتية للكوميديا الاجتماعية الساخرة بفضل جهود نهاد قلعي ودريد لحام في دوري «غوار الطوشة» و«حسني البورظان».

كما نجحت مع مرور الوقت في بناء صناعة درامية كوميدية حقيقية تعكس صورة المجتمع والنظام السياسي، مثل سلسلة «مرايا» من بطولة ياسر العظمة الذي عمل على مدى 18 موسماً (1982 – 2013) على جذب اهتمام الجمهور وتقديم كوميديا دسمة ولاذعة للسلطة وممارساتها. تناوب على إخراج العمل ستة من كبار المخرجين السوريين: هشام شربتجي، وعدنان إبراهيم، ومأمون البني، وحاتم علي، وسيف الدين السبيعي، وسامر البرقاوي.

من موقع تصوير واحد وبعدد محدود من الممثلين، تألقت «سلسلة النجوم» بأجزائها الأربعة التي بدأها حكم البابا عام 1994 بـ «عيلة 5 نجوم» وتابعها ممدوح حمادة في «عيلة 6 نجوم» (عام 1997) و «عيلة 7 نجوم» (عام 1997)، و«عيلة 8 نجوم» (عام 1997) لمخرجها هشام شربتجي.

لا يمكن استعادة تاريخ الكوميديا السورية دون ذكر مسلسل «يوميات مدير عام» (1995 ـــ تأليف زياد الريس وإخراج هشام شربتجي ـــ بطولة أيمن زيدان) الذي كان سباقاً في طرح قضايا الفساد والبيروقراطية في الدوائر الحكومية بطريقة ساخرة.

أما لوحات «بقعة ضوء»، فقد حجزت موعداً سنوياً على الشاشة السورية والعربية في مواسم رمضان بـ 15 جزءاً (2001 – 2022) مع لوحات سلطت الضوء على الظواهر الاجتماعية والمعيشية التي تفاقمت بعد اندلاع الحرب السورية.

وضع فكرة المسلسل أيمن رضا وباسم ياخور. ومن أبرز الكتاب المشاركين: ممدوح حمادة، ودلع الرحبي، وحازم سليمان، ومازن طه، ورافي وهبي، وخالد حيدر، وعدنان الزراعي، وسعيد جاويش. وشهد العمل تغييراً مستمراً في المخرجين وهم: الليث حجو، وناجي طعمي، وهشام شربتجي، وسامر البرقاوي، وعامر فهد، وسيف الشيخ نجيب، وفادي سليم.

ولا شك أن «ضيعة ضايعة» بجزأيها (2008 – 2010 ــــ تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو)، حجزت مكانة خاصة في ذاكرة الجمهور، وانتزعت ضحكاته عبر تمرير جرعة سياسية لاذعة في معالجة قضايا الجهل، والصراعات، والمحسوبيات إلى جانب مشكلات الزواج، وأحلام الناس البسيطة التي لا تتحقق في سوريا.

مشاركة المقال: