الثلاثاء, 4 نوفمبر 2025 09:53 PM

خلافات سياسية في ألمانيا حول ترحيل السوريين: هل انتهت الحرب حقاً؟

خلافات سياسية في ألمانيا حول ترحيل السوريين: هل انتهت الحرب حقاً؟

أثار وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، جدلاً واسعًا داخل حزبه، “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” (CDU)، بعد أن أعرب عن شكوكه بشأن إعادة المواطنين السوريين إلى سوريا. جاء ذلك خلال زيارته إلى مدينة حرستا بريف دمشق في 30 من تشرين الأول الماضي، حيث صرح بعد معاينة الدمار في المنطقة بأنه لم يشهد شخصيًا من قبل مثل هذا القدر من الخراب، مؤكدًا صعوبة العيش بكرامة في ظل هذه الظروف.

وأوضح فاديفول خلال الزيارة أنه من الصعب إعادة السوريين إلى وطنهم في الوقت الحالي بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية نتيجة الحرب التي تشهدها سوريا منذ عام 2011. وقد قوبلت تصريحات الوزير بانتقادات حادة من قيادات في الحزب، من بينهم غونتر كرينغز، نائب زعيم الكتلة البرلمانية لـ”الاتحاد المسيحي الديمقراطي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي”، الذي طالب بترحيل جميع السوريين المطلوبين لمغادرة البلاد، معتبرًا أن حجة فاديفول بأن سوريا مدمرة بسبب الحرب “غير مناسبة تمامًا”. وأضاف كرينغز متسائلاً: “من يعيد بناء البلد المدمر إذا لم يكن مواطنوه؟”.

من جهته، صرح مارتن هوبر، الأمين العام للحزب الاجتماعي المسيحي (CSU)، في مقابلة مع صحيفة “بيلد”، بأن الحرب في سوريا قد انتهت، معتبرًا ذلك سببًا للتفاؤل. وأشار إلى أن ألمانيا استقبلت وحمت ملايين السوريين خلال سنوات النزاع، مضيفًا أن الأشخاص الذين لم يعودوا بحاجة للجوء يجب أن يعودوا إلى بلادهم. وأوضح هوبر أن المرحلة الحالية تتطلب العمل على استقرار سوريا وإعادة تأهيل البنية التحتية، بما في ذلك المساكن والخدمات الأساسية، مؤكدًا أن السوريين أنفسهم هم الأقدر على إعادة بناء بلدهم، وأن الأشخاص الذين لا يملكون أسبابًا للجوء يجب أن يعودوا إلى وطنهم.

وشدد هوبر على ضرورة ترحيل المجرمين والأشخاص الذين انتهت صلاحية إقاماتهم إلى سوريا، مؤكدًا أن الحكومة الألمانية تعمل بجد على تنفيذ ذلك، وأن هذا الهدف منصوص عليه في اتفاقية “الائتلاف الحاكم” التي نصت على ترحيل المجرمين والمهددين للأمن العام إلى سوريا. كما دعا مارتن هوبر إلى وضع “استراتيجية عودة للسوريين” بعد انتهاء الحرب.

بدوره، جدد وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت، نيته ترحيل اللاجئين إلى سوريا. وصرح متحدث باسم الوزارة، دون الكشف عن هويته، لشبكة “RND” الإعلامية، بأن الحكومة الفيدرالية اتفقت في اتفاقية الائتلاف على تنفيذ عمليات الترحيل إلى سوريا، بدءًا بالمجرمين. وأضاف المتحدث أن وزارة الداخلية الفيدرالية تعمل حاليًا على اتفاق مع سوريا لتسهيل عمليات الترحيل.

وكان الوزير دوبريندت قد أعلن نية الحكومة الألمانية إعادة النظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، تمهيدًا لترحيل من رُفضت طلباتهم، مع إعطاء الأولوية لإعادة النظر في طلبات اللجوء المرفوضة للشباب السوريين القادرين على العمل، وفق ما نقلته صحيفة “بيلد” الألمانية في 12 من تشرين الأول الماضي. وأضاف الوزير أن السلطات ستسحب حق اللجوء من السوريين الذين عادوا إلى بلادهم بعد حصولهم على الحماية في ألمانيا، معتبرًا أن هذه العودة دليل على “زوال أسباب اللجوء”.

ميرتس يدعو الشرع لمناقشة ملف الترحيل

وجه المستشار الألماني، فريدرش ميرتس، دعوة إلى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لزيارة ألمانيا، لبحث ملف ترحيل السوريين من أصحاب السجلات الجنائية، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” في 3 من تشرين الثاني. وأضاف ميرتس للصحفيين “سنواصل بالطبع ترحيل المجرمين إلى سوريا، هذا هو المخطط، وسننفذ ذلك الآن بطريقة عملية جدًا”.

وأشار ميرتس إلى أن ألمانيا تسعى أيضًا للمساعدة في استقرار سوريا، مضيفًا أنه يعتزم مناقشة مع الشرع كيف يمكن التعاون من أجل هذه الملفات. وقال ميرتس، “سأقولها مرة أخرى، الحرب في سوريا انتهت، ولم يعد هناك الآن أي أسباب للجوء في ألمانيا”.

مشاركة المقال: