سوريا تواجه تحديات الأمية الرقمية رغم مساعي التحول: هل يصبح الأمن السيبراني ضحية؟


هذا الخبر بعنوان "الأمية الرقمية في سوريا.. تهديد متصاعد رغم بوادر التحول الرقمي" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
بينما يشهد العالم تطورات متسارعة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لا تزال سوريا تعاني من صعوبات كبيرة تعيق اندماجها في العصر الرقمي. يرجع خبراء ذلك إلى "الأمية الرقمية" التي تهدد المجتمع وأمنه المعلوماتي، خاصة مع ضعف البنية التحتية والوعي التقني لدى الأفراد والمؤسسات.
يوضح يمان الخولي، خبير الأمن الرقمي، في حديث لـ سوريا 24 أن الأمية الرقمية تتجاوز مجرد عدم معرفة تشغيل الأجهزة أو تصفح الإنترنت. بل تشمل ضعف الفهم والاستخدام الواعي للمعلومات والبيانات عبر الوسائط الرقمية. ويضيف: "يجب على المؤسسات والأفراد إدراك مخاطر الفجوة الرقمية والعمل على تعزيز الوعي بالأمن السيبراني".
ويؤكد الخولي أن الأمية الرقمية تعني غياب المهارات التقنية والتحليلية والإبداعية اللازمة للتعامل بوعي مع البيئة الرقمية، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للمجتمع إذا لم يتم التعامل معه بشكل منهجي ومستمر. ويرى أن هذه الفجوة المعرفية تجعل المستخدمين أكثر عرضة للابتزاز الإلكتروني، والجرائم الرقمية، والتضليل الإعلامي، خاصة في بيئة متأثرة بالصراعات، مما يؤثر سلبًا على التماسك الاجتماعي وسلامة الأفراد والمؤسسات.
على الرغم من التوجه الاستراتيجي نحو التحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة في التجارة والتعليم والصحة، يؤكد الخولي أن هذا الانفتاح لن ينجح دون توسيع حرية الوصول إلى الإنترنت ورفع القيود المفروضة على تدفق المعلومات. ويشير إلى أن سوريا ما تزال مصنفة ضمن الدول "غير الحرة رقميًا" وفقًا لتقييم منظمة فريدوم هاوس (Freedom House) لعام 2025، حيث حصلت على 17 نقطة من أصل 100. كما تحتل المرتبة الأخيرة عالميًا في سرعة الإنترنت وفق مؤشر Speedtest Global Index، بسرعة تقل عن 4 ميغابت في الثانية.
يرى الخولي أن معالجة الأمية الرقمية ليست مسؤولية حكومية فقط، بل جهد مشترك بين المؤسسات التعليمية والإعلامية والمدنية. ويقول: "يجب أن تبدأ جهود محو الأمية الرقمية من المدارس والجامعات، وأن تشمل كبار السن والفئات الهشة، لأنهم الأكثر عرضة للاستبعاد الرقمي. وهنا تكمن أهمية برامج التمكين الرقمي المجتمعي". ويستشهد بمبادرات عربية ناجحة مثل "المدينة الرقمية لكبار السن" في الأردن، و"المجتمع الرقمي لكبار السن" في دولة الإمارات، والتي ساهمت في دمج هذه الفئة في الحياة الرقمية من خلال مراكز تدريب متخصصة.
في ختام حديثه، قدم خبير الأمن الرقمي مجموعة من النصائح للحد من الأمية الرقمية وتعزيز الأمان السيبراني في سوريا:
ويختتم الخولي حديثه بالتأكيد على أن التحول الرقمي يبدأ من وعي الإنسان، فهو خط الدفاع الأول في مواجهة الأمية الرقمية والتهديدات الإلكترونية.
علوم وتكنلوجيا
علوم وتكنلوجيا
علوم وتكنلوجيا
علوم وتكنلوجيا