أطلقت جمعية "وفاق الثقافية" مبادرة "دفا"، انطلاقاً من إيمانها بحق كل طفل في الدفء، ورغبةً في جعل كل شتاء فرصة للعطاء. وتوجهت الجمعية إلى المتبرعين قائلة: "شاركنا ولو بالقليل، فكلُّ قطعة تُلبس قلباً صغيراً".
أحلام سليمان، نائبة رئيس مجلس الإدارة في جمعية وفاق الثقافية، صرحت لـ "الحرية " قائلة: "نحن سيدات سوريات، نؤمن بأن للمرأة صوتاً لا يُختصر، وأنَّ الثقافة جسر يبني ولا يُقصي، نحن مساحة التقاء لا مساحة تشابه، نسعى للمشاركة الفاعلة في بناء الغد."
وأضافت سليمان أن المبادرة جاءت استجابةً للمسؤولية الاجتماعية، خاصةً في فصل الشتاء الذي يشهد معاناة متزايدة للعائلات بسبب البرد ونقص الملابس الدافئة. وأوضحت أن الفكرة بدأت بشكل فردي قبل سنوات، ثم تطورت هذا الشتاء لتصبح مبادرة منظمة تحت مظلة "وفاق الثقافية"، تهدف إلى توفير الألبسة الشتوية للأطفال والعائلات المحتاجة في طرطوس وريفها تحت عنوان "دفا".
وأكدت سليمان أن التركيز سيكون على الأطفال، باعتبارهم الأكثر تأثراً بالبرد وضعف المناعة، مع محاولة تغطية احتياجات الأمهات وكبار السن أيضاً، ليصل الدفء إلى الأسرة بأكملها. وعللت تسمية المبادرة بـ "دفا" بأنه يعبر عن أكثر من مجرد ملابس، فهو دفا جسدي ومعنوي، ورسالة حب وتكافل وإنسانية، ورغبة في أن يشعر كل طفل بالاهتمام والرعاية.
وأشارت سليمان إلى الإقبال الجميل والمؤثر على التبرع، مبينةً أن الكثيرين أحبوا المشاركة حتى بأبسط الأشياء، لأن الحملة قريبة من القلب وسهلة المشاركة، حيث قدم البعض ملابس جديدة، وساهم آخرون بقطع نظيفة ومغسولة، وتطوع البعض بالفرز والتغليف.
وعن آلية التوزيع، أوضحت سليمان أن الجمعية تعمل حالياً على جمع وفرز التبرعات حسب المقاسات والحالة، ليتم توزيعها لاحقاً عبر فرق تطوعية في الأحياء والمناطق الأكثر حاجة، بالتنسيق مع الجمعيات المحلية والمجتمع الأهلي، مع الحرص على أن يتم التوزيع بكرامة واحترام، بعيداً عن أي مظهر من مظاهر الشفقة، بهدف نشر روح المحبة والمساندة.
وأعربت سليمان عن أملها في أن تكون هذه المبادرة خطوة صغيرة ضمن سلسلة طويلة من العمل التطوعي الإنساني، وأن تلهم الآخرين لإطلاق مبادرات مماثلة، مؤكدةً أن الدفء الحقيقي هو دفا القلوب، حين يشعر الإنسان أنه ليس وحده.
وختمت سليمان قائلة: "نحن نؤمن بأن العطاء لا يُقاس بحجمه المادي، بل بصدق النية الذي يقف خلفه، ومن خلال مبادرة (دفا) نسعى لأن نمنح أطفال طرطوس وأسرهم شعوراً بالأمان والاهتمام في موسم قاس، وأن نذكّر الجميع بأن الدفء الإنساني هو ما يجعل المجتمع متماسكاً وقادراً على تجاوز الصعوبات، ونتوجه بالشكر لكل من ساهم ودعم، وندعو الجميع إلى استمرار المشاركة في مثل هذه المبادرات التي تُعيد إلينا الإيمان بقوة الخير والعمل الجماعي."
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية