الخميس, 6 نوفمبر 2025 01:40 AM

تدهور التمويل يهدد القطاع الصحي السوري بالانهيار: تفاصيل مقلقة تكشفها الأمم المتحدة

تدهور التمويل يهدد القطاع الصحي السوري بالانهيار: تفاصيل مقلقة تكشفها الأمم المتحدة

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن تراجع الدعم المالي يهدد بانهيار القطاع الصحي في سوريا، حيث يعاني ملايين الأشخاص من صعوبة الحصول على الأدوية والعلاج اللازم.

أوضحت كريستينا بيثكي، القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا، في مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، أن حوالي 7.4 مليون شخص تضرروا نتيجة لتخفيض تمويل الخدمات الصحية. وأشارت إلى أن 417 مرفقًا صحيًا في سوريا تأثر منذ منتصف هذا العام، مما أدى إلى تعليق أو تقليص خدمات 366 مرفقًا.

وكشفت بيثكي أن نقص التمويل تسبب في عدم إتمام 210 آلاف إحالة و122 ألف استشارة لحالات الصدمات، بالإضافة إلى إجراء 13,700 ولادة دون مساعدة طبية مؤهلة، وعدم حصول 89 ألف شخص على استشارات في الصحة النفسية، وذلك خلال شهرين فقط.

وأكدت أن 58% فقط من المستشفيات و23% من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل بكامل طاقتها، وأن النقص المزمن في الأدوية والكهرباء والمعدات يزيد من هشاشة الخدمات الصحية.

وحذرت المسؤولة الأممية من أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية حرجة، حيث يتراجع تمويل المساعدات الإنسانية قبل أن تتمكن الأنظمة الوطنية من تولي المسؤولية. وأشارت إلى أن الاحتياجات الصحية في ازدياد مستمر، على الرغم من الجهود الحكومية والخطة الاستراتيجية الوطنية للصحة.

وأوضحت أن الجفاف والمياه غير الآمنة وسوء الصرف الصحي يزيد من انتشار الأمراض مثل الكوليرا، وداء الليشمانيات، والقمل، والجرب، في حين أن نقص الكهرباء يهدد سلاسل التبريد وعمليات المستشفيات.

وأفادت بيثكي بأن ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص يعودون إلى مناطق تعاني من نقص الأدوية والكوادر والبنية التحتية، مما يزيد الضغط على الخدمات الصحية الضعيفة أصلًا.

ووصفت المسؤولة الأممية وضع التمويل بأنه "قاتم"، مشيرة إلى أن نداء منظمة الصحة العالمية لعام 2025 يبلغ 141.5 مليون دولار أمريكي، مع وجود فجوة قدرها 77 مليون دولار حتى تشرين الأول الماضي. وحذرت من أن النظام الصحي قد ينهار إذا لم يتم توفير الدعم اللازم.

وكانت الأمم المتحدة قد كشفت في وقت سابق أنها ستخفض مساعداتها الإنسانية في العالم هذا العام بسبب أسوأ الاقتطاعات المالية التي أصابت القطاع الإنساني على الإطلاق. وتسعى الخطة الجديدة لعام 2025 لجمع تمويل قدره 29 مليار دولار أمريكي، عوضًا عن 44 مليارًا.

من جانبه، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، إن حوالي 16.5 مليون شخص في البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية، إضافة إلى نحو 2.5 مليون عائد من النازحين داخليًا واللاجئين العائدين من الخارج.

وأشار عبد المولى إلى أن سوريا لا تزال تواجه أزمة نزوح واسعة، وأن خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا لعام 2025 لم تحصل حتى الآن سوى على 14% من التمويل المطلوب.

مشاركة المقال: