الخميس, 6 نوفمبر 2025 11:31 AM

جامعة الحكمة تستضيف ندوة حوارية حول الرجاء في الديانات التوحيدية وأهميته في تعزيز التسامح

جامعة الحكمة تستضيف ندوة حوارية حول الرجاء في الديانات التوحيدية وأهميته في تعزيز التسامح

نظمت جامعة الحكمة ندوة حوارية بعنوان "مفهوم الرجاء في الديانات التوحيدية" كجزء من فعاليات السنة اليوبيلية 2025 – حجّاج الرجاء. يعكس هذا النشاط رسالة الجامعة القائمة على تعزيز العلم والحوار والانفتاح للحفاظ على القيم الإنسانية والوطنية.

شارك في الندوة الخوري الدكتور ميلاد عبود، المتخصص في اللاهوت الأخلاقي والعقائدي وعميد شؤون الطلاب في جامعة الحكمة؛ الشيخ الأستاذ محمد حسن زراقط، أستاذ الفقه والمعارف الإسلامية ومدير قسم البحوث في جامعة المصطفى العالمية؛ الدكتور أحمد الزعبي، أستاذ الدراسات الإسلامية في معهد الآداب الشرقية (ILO) وفي معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية (IEIC) في جامعة القديس يوسف في بيروت؛ البروفسور نهى ملاعب، المتخصصة في تاريخ العالمين الإسلامي والمتوسطي (الأوروبي) السياسي والحضاري – الديني في العصور الوسطى؛ الأب إميل عقيقي، المتخصص في الديانة اليهودية واللغة العبرية الحديثة والقديمة. أدار الندوة مرشد جامعة الحكمة، الخوري جوزف نايل، بحضور ممثل راعي أبرشية بيروت للموارنة ووليّ جامعة الحكمة الخوري الدكتور ميلاد عبود، وممثل رئيس الجامعة نائبه للشؤون الأكاديمية الدكتور ريان هيكل، والنائب البطريركي المطران أنطوان عوكر، وأمين سر اللجنة الأسقفية للتعليم العالي والجامعي في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الخوري جان بول أبو غزالة، وحشد من الكهنة والراهبات وعائلة جامعة الحكمة من نواب الرئيس وعمداء وأساتذة وإداريين وطلاب.

اتفق المشاركون على أن الرجاء ليس حكرًا على دين، بل هو عطية إلهية لكل إنسان، ويشكل قاعدة للتلاقي على أسس التسامح والرحمة. وأكدوا أن التجليات الإيمانية تنطلق من زوايا متقاربة، والأهم هو توظيفها في إيجاد حلول للأزمات الراهنة.

في بادرة شكر، قدم نائب رئيس جامعة الحكمة للشؤون الإدارية إيلي أبي عاد دروعًا تكريمية للمحاضرين.

افتتح الخوري نايل الندوة بكلمة ترحيبية، مؤكدًا أن جامعة الحكمة تستضيف هذه الندوة تعبيرًا عن تمسكها برسالتها الوطنية والإنسانية الجامعة، وأشار إلى أهمية تقديم خلاصة تجمع وتحقق التلاقي في هذا الزمن الذي يضج بالانقسامات والحروب.

أكد الدكتور أحمد الزعبي أن "مقام الرجاء مقام عظيم وهو ترقب خير وأمل في الحصول عليه وهو الإمتلاء بالأمل لأجل المستقبل والعيش به لنيل المأمول". وأضاف أن "الرجاء هو سياحة دائمة في أفق السير إلى الله هربًا من الشرور واحتماء بالخيرات بجناحَي الإستغفار والدعاء. وقال الدكتور الزعبي إنه "على أسس محبة الخير والخوف من الشطط والرغبة في التلاقي والنفع والخير العام والتسامح قامت واحدة من أهم المبادرات الدينية في العصر الحديث وهي وثيقة الأخوة الإنسانية" عام 2019 داعيًا إلى استحضارها عشية الزيارة المرتقبة لقداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان.

أشار الشيخ محمد حسن زراقط إلى أن "الرجاء باب من أبواب الإعتقاد بالله"، وأنه "يمكن عدّ الرجاء فضيلة من الفضائل حسب الرؤية الإسلامية، وهي تقع بين رذيلتين تصنّفان في دائرة الكبائر هما اليأس من رحمة الله والأمن من مكر الله". وأوضح أن مفهوم الرجاء يرتبط بمفاهيم التوكل، الثقة بالله، وحسن الظن بالله، وأن الله فتح أبواب الرجاء من خلال الدعاء والتوبة، وهو الغفور الرحيم التوّاب الرزّاق الكريم. كما لفت إلى أن الرجاء باب من أبواب العمل، فالإنسان لا يمكن أن يقدم على عمل إلا عندما تكون جذوة الرجاء مشتعلة في نفسه.

أكدت البروفسور نهى ملاعب أن "الرجاء في التصوّر العرفاني الدرزي هو الواسطة الروحية بين المؤمن والرحمة؛ فكلّما صفا الرجاء من شوائب الخوف أو الطمع، إزداد السالك لله قابلية لتلقي الفيض الإلهي والرحمة". وقالت "إن الهدف الذي ينبغي على الموحد السعي إليه في حياته هو بلوغ الرحمة بالرجاء". وتابعت: "في هذا السياق كانت تعاليم أئمة الموحدين رحمة للمؤمنين، تخاطب ضمائرهم وتهديهم إلى الفضيلة. والفضيلة مشروع دائم في تعليم الموحدين الدروز، يفرض على الإنسان الإخلاص والمراقبة الذاتية الدائمة للنفس والإرتقاء بها إلى عالم المثل رجاء الفوز بمغفرة الله ورحمته".

من المنظار اليهودي، أوضح الأب إميل عقيقي أن الرجاء في حياة اليهودي ليس مجرد نظرية، بل هو واقع يحياه في حياته، وأن الصلوات الفردية والجماعية اليهودية تحمل سمة الرجاء والتماس قيامة الأموات، كما التوبة إلى الله والثقة به، إذ يؤمن اليهود بأن رحمة الله وخلاصه يظهران في أصعب الظروف.

أكد الخوري الدكتور ميلاد عبود أن الرجاء المسيحي ليس يوتوبيا، بل هو الترقب الفرح مع أن حصول الكارثة غير مستبعد. وأضاف أن الرجاء فضيلة وبه نرغب بملكوت الله والحياة الأبدية واضعين ثقتنا بمواعيد المسيح مستندين لا إلى قوتنا بل إلى الروح القدس. وأضاف: "أن نعيش الرجاء يعني أن نجسده في أعمالنا فنسهم في بناء ملكوت الله، ملكوت الحب والعدالة ونسهم في مكافحة كل من يحتقر كرامة الإنسان". وأكد أن "قيامة المسيح تنقلنا من الحزن إلى الفرح ومن اليأس إلى الرجاء، لأن الذي قام من الموت هو الذي حُكم عليه ظلمًا وعُلّق على خشبة، فالقيامة هي رجاء وتصديق لقوة الله القاهرة للموت والظلم".

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: