الخميس, 6 نوفمبر 2025 01:19 AM

الجمعية الفلكية السورية توضح حقيقة "القمر العملاق" وتنفى علاقته بالكوارث

الجمعية الفلكية السورية توضح حقيقة "القمر العملاق" وتنفى علاقته بالكوارث

تشهد سماء سوريا مساء اليوم الأربعاء، الموافق 5 تشرين الثاني، ظاهرة فلكية مميزة تتمثل في اقتراب ملحوظ للقمر من الأرض، وهي الظاهرة المعروفة باسم "القمر العملاق" (القندس)، وفقًا لتصريح رئيس الجمعية الفلكية السورية، محمد العصيري، لعنب بلدي.

وأوضح الدكتور العصيري أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة لتزامن اكتمال القمر (طور البدر) مع وصوله إلى أقرب نقطة في مداره حول الأرض، والتي تُعرف بنقطة الحضيض (Perigee)، حيث يكون مدار القمر إهليلجيًا وليس دائريًا تمامًا.

ونفى العصيري بشكل قاطع وجود أي علاقة بين ظاهرة "القمر العملاق" وحدوث الزلازل أو البراكين أو الفيضانات على الأرض، مؤكدًا عدم وجود أي ارتباط بين هذه الظاهرة والكوارث الطبيعية أو الظواهر الجيوفيزيائية الأخرى.

وأشار إلى أن التأثير الوحيد الملحوظ لهذه الظاهرة هو حدوث مد وجزر أكبر قليلًا من المعتاد خلال فترة البدر (بزيادة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات في ارتفاع الموج)، وذلك كنتيجة طبيعية لزيادة طفيفة في قوة الجاذبية القمرية عند نقطة الحضيض، مؤكدًا أن ذلك لا يسبب أي إجهاد جيولوجي كما يشاع.

وأضاف رئيس الجمعية أن القمر سيبدو أكبر حجمًا بنسبة 7% وأكثر سطوعًا بنحو 30% مقارنة بالبدر العادي نتيجة لهذا الاقتراب، حيث تقارب المسافة بين مركز الأرض والقمر خلال الحضيض 356800 كيلومتر، وهذا القرب يفسر الزيادة المرصودة في الحجم الظاهري.

وبحسب العصيري، يُطلق على هذا القمر اسم "قمر الحضيض" لأنه يمثل أقرب نقطة يصل إليها القمر إلى الأرض، ويمكن للمشاهدين ملاحظة تفاصيل سطح القمر بوضوح خلال هذه الظاهرة، مع التأكيد مجددًا على عدم وجود أي تأثيرات سلبية على الأرض باستثناء تأثيره المعتاد على ظاهرتي المد والجزر.

ولفت العصيري إلى أن هذا القمر يُعرف أيضًا بـ "قمر الحفش"، وهي تسمية تعود إلى هنود أمريكا الحمر، حيث يكثر سمك الحفش ويسهل اصطياده خلال هذا الوقت من العام، وذلك لأن ضوء القمر يجذب هذا النوع من الأسماك ويقربها من سطح الماء.

وشرح العصيري أن تحول لون القمر إلى البرتقالي المحمر عند الأفقين الشرقي والغربي هو نتيجة لظاهرة تشتت الضوء في الغلاف الجوي للأرض، حيث تتشتت الأطوال الموجية الزرقاء ويُسمح للأطوال الموجية الحمراء بالمرور، وهي ظاهرة بصرية طبيعية لا علاقة لها بالخصائص الجوهرية للقمر.

وأوضح أن ظاهرة اقتران البدر بنقطة الحضيض (Perigee) تُعرف بـ "القمر العملاق" (Super moon)، وتتخذ تسميات موسمية تقليدية مثل "قمر الحصاد العملاق" (أيلول، تشرين الأول)، و"قمر القندس" (تشرين الثاني)، و"قمر الثلج" (كانون الأول).

وتحدث ظاهرة "القمر العملاق" عادةً ثلاث إلى أربع مرات في السنة، ويعود ذلك إلى اختلاف طول الشهر القمري (29.5 يوم) عن الفترة المدارية الكاملة للقمر حول الأرض (27.5 يوم).

وقد شهدت بعض الحالات النادرة تزامن "القمر العملاق" مع الكسوف الكلي للقمر، مما أدى إلى ظهور ما يُعرف بظاهرة "القمر العملاق الدامي"، حيث يلقي ظل الأرض على القمر لونًا نحاسيًا أحمر نتيجة لتشتت الضوء في الغلاف الجوي. وقد حدث ذلك في أيار 2022، ومن المتوقع تكرار الظاهرة في تشرين الأول 2032.

وأشار العصيري إلى أننا سنشهد "قمر الثلج" في 4 كانون الأول المقبل، داعيًا الجميع إلى مراقبة هذه الظواهر من أماكن مفتوحة بعيدًا عن التلوث الضوئي، حيث يمكن مشاهدتها بالعين المجردة أو باستخدام "تلسكوبات" ومناظير صغيرة لرؤية تضاريس القمر بوضوح.

مشاركة المقال: