الجمعة, 7 نوفمبر 2025 10:24 PM

الرئيس الشرع يدعو للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة ويؤكد التزام سوريا بالتنمية الخضراء

الرئيس الشرع يدعو للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة ويؤكد التزام سوريا بالتنمية الخضراء

بيليم-سانا: أكد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا تواصل تنفيذ خطة وطنية للتعافي وإعادة الإعمار والتنمية المستدامة، مع التركيز على الطاقة المتجددة وإعادة تأهيل النظم البيئية. ودعا إلى تعزيز التعاون والاستثمار في سوريا في مجالات التنمية الخضراء، مشدداً على أن الحفاظ على الطبيعة هو واجب إنساني مشترك لضمان مستقبل الأجيال.

وفي كلمته خلال قمة رؤساء الدول والحكومات في الدورة الثلاثين لمؤتمر قمة المناخ (COP30) المنعقد في مدينة بيليم البرازيلية، أعرب الرئيس الشرع عن تضامن الجمهورية العربية السورية مع الشعوب التي تعاني من كوارث المناخ كالفيضانات والحرائق والجفاف، مشيراً إلى أن سوريا، التي كانت واحة غناء، قد عايشت التغير المناخي بأقصى صوره.

وأوضح أن سوريا واجهت تحديات بيئية مركبة خلال السنوات الماضية، تراكمت آثارها على الإنسان والموارد، حيث أثر الجفاف المتكرر وتراجع الموارد المائية على الزراعة والأمن الغذائي، بينما ساهمت درجات الحرارة المرتفعة والتصحر في تغيير أنماط الإنتاج والحياة. كما تسببت الحرائق الأخيرة في خسائر بيئية كبيرة، زادها تعقيداً تضرر البنية التحتية للمياه والطاقة خلال سنوات الحرب.

وأشار إلى أن حركة النزوح الواسعة خلال سنوات الحرب أدت إلى ضغط إضافي على الموارد والخدمات في المناطق المستضيفة، وفي هذا العام، وصلت آثار التغيير المناخي القاسي إلى ذروتها، حيث شهدت سوريا أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من ستة عقود، مع انخفاض مستويات الأمطار بنحو 70%، مما حول أراض وحقول واسعة إلى أرض قاحلة، وتجلى ذلك في انخفاض إنتاج القمح، في وقت يعيش فيه 90% من السوريين تحت خط الفقر ويواجه أكثر من 15 مليوناً منهم انعدام الأمن الغذائي.

وأكد الرئيس الشرع أن سوريا تدرك حجم التحدي الذي يمثله التغيير المناخي، لكنها تؤمن بأن إرادة الشعوب قادرة على تجاوز التحديات حين تتوحد حول هدف نبيل ورؤية طموحة وخطة واضحة، وهو ما تقدمه سوريا من خلال تصور مختلف لإعادة الإعمار يعيد تعريف العلاقات بين الإنسان والعمران، ويؤسس نظماً عمرانية جديدة عادلة متكاملة مستدامة.

وأضاف أن رؤية سوريا تتجلى في خطتها لإعادة الإعمار والتعافي، والتي تركز على الطاقة المتجددة وإعادة تأهيل نظم الأنهار باستخدام تقنيات الري الحديثة وبناء مدن جديدة مستدامة بوسائل صديقة للبيئة وتطبيق خطط زراعية متوافقة مع المناخ، مع تعزيز الوعي المجتمعي بالمخاطر المناخية وآثارها وكيفية مواجهتها.

وأكد التزام سوريا الكامل بالاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ، مشيراً إلى أنها ستعمل على تقييم بلاغاتها ومساهماتها المحددة وطنياً بما يتوافق مع المعايير العالمية، واستكمال إجراءات تعيين نقاط الاتصال والمندوبين في الأمانة العامة للاتفاقية.

ودعا الرئيس الشرع إلى الاستثمار في سوريا في قطاعات الطاقة المتجددة والمدن الخضراء المستدامة والمشاريع الرائدة ضمن إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وضمن البيئة الاستثمارية التي تحميها الدولة.

وفي ختام كلمته، دعا إلى مد أواصر التعاون من الأمازون إلى بردى والفرات ضمن إطار التعاون المتين بين الدول، وتعزيز مكانة الدول النامية، وجدد الالتزام المشترك بحماية البيئة والمناخ من أجل مستقبل آمن ومستدام.

واختتم كلمته بالإشارة إلى أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وعدم الإسراف فيها، مؤكداً أن إعمار الأرض واجب على البشرية ولكن بغير تعد على الطبيعة، وأن الهواء والماء والأشجار مشتركات للبشرية جمعاء والحفاظ عليها واجب جماعي لعيش مستدام وآمن.

مشاركة المقال: