الجمعة, 7 نوفمبر 2025 03:36 PM

بين المساعدات وإعادة الإعمار: صحيفة ألمانية تتساءل من سيعيد بناء سوريا؟

بين المساعدات وإعادة الإعمار: صحيفة ألمانية تتساءل من سيعيد بناء سوريا؟

في أعقاب زيارته إلى دمشق وتفقده لآثار الحرب، عبّر وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول (62 عامًا، من الحزب المسيحي الديمقراطي)، عن تأثره قائلاً: "من الصعب أن يعيش الناس هنا بكرامة." يرى الكاتب أن هذه الكلمات تعكس موقفًا إنسانيًا، إلا أنها تمثل ردة فعل عاطفية أكثر من كونها رؤية سياسية متكاملة. فبينما أظهر الوزير صدمته من حجم الدمار، تجاهل السؤال المحوري: من سيتولى إعادة بناء سوريا إن لم يكن السوريون أنفسهم؟

منذ عام 2011، نزح أكثر من أربعة ملايين سوري من بلادهم جراء القصف والتعذيب واستخدام الأسلحة الكيميائية، وقد استقبلت ألمانيا حوالي 900 ألف لاجئ منهم. لقد تجسد الوجه الإنساني لألمانيا في تلك الفترة، حيث فتحت أبوابها للاجئين في موقف تفتخر به حتى الآن. ومع ذلك، يذكر الكاتب بأن حق اللجوء ليس أبديًا، وأن المستشارة السابقة، أنغيلا ميركل، كانت قد صرحت في عام 2016: "عندما تنتهي الحرب، سيعود الناس إلى وطنهم."

كما أشار الكاتب إلى أن المحكمة الإدارية العليا في ولاية شمال الراين – فيستفالن قد خلصت في عام 2024 إلى أن الخطر العام على الحياة في سوريا بسبب الحرب الأهلية لم يعد قائمًا. وعلى الرغم من ذلك، لم يغادر ألمانيا في النصف الأول من عام 2025 سوى 4 آلاف سوري فقط بشكل طوعي، بينما يعيش مئات الآلاف في ظروف مستقرة مع توفر السكن والمساعدات الاجتماعية، في حين ينتظرهم الفقر والدمار في وطنهم.

ويرى الكاتب أنه في غياب حوافز حقيقية أو برامج عودة فعالة، لن يتغير هذا الواقع، مشيرًا إلى أن منحة الألف يورو للراغبين في العودة غير كافية للبدء من جديد في بلد يحتاج إلى إعادة إعمار شاملة. ويضيف موريتس مولر: "سوريا اليوم بحاجة إلى نسختها الخاصة من نساء ورجال إزالة الأنقاض الذين أعادوا بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية."

ويعتبر الكاتب أن تشبيه فادفول للوضع في سوريا بأنه "أسوأ مما كانت عليه ألمانيا عام 1945" غير دقيق، لأن السؤال ليس أين الوضع أسوأ؟ بل كيف يمكن لسوريا أن تنهض كما نهضت ألمانيا بعد 1945؟ ويؤكد الكاتب أن ألمانيا، مثلما تلقت بعد الحرب مساعدات لإعادة الإعمار، يجب أن تكون الآن من الدول التي تدعم إعادة إعمار سوريا، ليس بدافع الشفقة، بل لمنع أزمات لجوء جديدة.

ويختتم مقاله بالقول: "الأموال وحدها لا تعيد بناء الأوطان، بل البشر. فبدون عمال ومهندسين ونساء ورجال شجعان يعيدون بناء ما تهدّم، ستبقى سوريا أطلالًا. الأوطان لا تُبنى بالرحمة فقط، بل بالشجاعة على العودة إليها." * صحيفة بيلد الألمانية

مشاركة المقال: