الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 12:47 PM

حياة عالقة: إغلاق الطرق يعمق معاناة سكان الحسكة و يعطل التواصل مع دمشق

حياة عالقة: إغلاق الطرق يعمق معاناة سكان الحسكة و يعطل التواصل مع دمشق

دلسوز يوسف ـ الحسكة

"قالوا لي الطريق مسكر وما في رجعة"، بهذه العبارة تلخص ريم هلال، النازحة من حمص والمقيمة في الحسكة منذ سبع سنوات، معاناتها جراء إغلاق الطريق الذي يربط بين مدينتي الحسكة ودمشق، واللتان تمثلان قطبي حياتها. رحلة قصيرة إلى حمص لإنجاز بعض الأوراق الرسمية تحولت إلى انتظار طويل على الحواجز، بعد إغلاق الطريق الواصل بين مناطق الإدارة الذاتية والعاصمة دمشق منذ الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، دون إعلان رسمي من دمشق عن أسباب الإغلاق.

وتضيف هلال لنورث برس بلهجتها المحلية: "هذا الأمر يخلق مشاكل كبيرة للسكان، هناك مرضى وطلاب وأشخاص عالقون لأيام. لماذا لا يتم تحييد الطرقات العامة عن السياسة؟ نحن مواطنون لا علاقة لنا بالخلافات". وتدعو هلال إلى إيجاد حل سريع، مؤكدة أن السكان وحدهم يتحملون تبعات الخلافات السياسية: "نحن كشعب كنا الضحية، ونتمنى أن يُسمع صوتنا لأن هذا الأمر خاطئ".

إغلاق الطريق الحيوي بين شمال شرقي سوريا والداخل السوري تسبب في معاناة متزايدة لمئات السكان، حيث اضطر الكثير منهم للمبيت في العراء لأيام قبل العودة، بينما لجأ آخرون إلى طرق التهريب مقابل مبالغ مالية باهظة. يطالب السكان المحليون بتحييد الطرق الرئيسية عن الصراعات السياسية التي تؤثر سلباً على حياتهم اليومية.

عبدالرحمن داري، من أبناء الحسكة، يقول لنورث برس: "نسمع دائماً عن إغلاق الطرق أمام المدنيين المتوجهين إلى دمشق، مما يسبب لهم معاناة كبيرة. سابقاً كانت الفرقة الرابعة تغلق الطريق، واليوم الحكومة الجديدة تفعل الشيء نفسه". ويضيف: "طريق دمشق هو طريق عام لجميع السوريين ويجب تحييده عن السياسات من جميع الأطراف".

من جهتهم، يشير سائقو الحافلات إلى أن استمرار قطع الطريق وعرقلة مرور المركبات دفع شركات النقل إلى تغيير مسار رحلاتها اليومية نحو دير الزور عبر طرق ضيقة وغير آمنة.

يقول عبدالحليم يوسف، مدير شركة "بروان" للنقل والسياحة في الحسكة، إن "إغلاق طريق الطبقة تسبب في تراجع كبير في حركة النقل نحو دمشق"، مضيفاً: "لم يعد أمامنا أي طريق مباشر بعد إغلاق طريق الطبقة سوى طريق دير الزور. أغلب المسافرين هم طلاب ومرضى ومن لديهم مقابلات في السفارات، وحالياً بالكاد نسير رحلة واحدة بعد أن كنا نسير ثلاثاً يومياً".

ويؤكد يوسف أن عدد الركاب تراجع بشكل ملحوظ، إذ لا يتجاوز حالياً 15 إلى 20 شخصاً في الرحلة الواحدة، مشدداً على أن المدنيين لا علاقة لهم بأي طرف سياسي، قائلاً: "نطالب بإعادة فتح طريق الطبقة لأنه شريان أساسي للحياة، وإغلاقه أضر بالناس وبشركات النقل على حد سواء".

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: