الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 09:18 PM

تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات سرقة تماثيل أثرية من المتحف الوطني بدمشق

تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات سرقة تماثيل أثرية من المتحف الوطني بدمشق

أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق عن فتح تحقيق رسمي في حادثة فقدان عدد من المعروضات الأثرية من داخل المتحف الوطني بدمشق. ويجري التحقيق بإشراف مباشر من وزير الثقافة، محمد ياسين الصالح، وبالتنسيق مع وزارة الداخلية.

يهدف التحقيق، بحسب بيان نشرته المديرية على صفحتها في “فيسبوك”، إلى الوقوف على ملابسات الحادثة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة المقتنيات وتعزيز منظومة الحماية والمراقبة داخل المتحف. وأشارت المديرية إلى أن الحادثة لم تؤثر على سير عمل المتحف، الذي يواصل استقبال زواره كالمعتاد.

أكدت المديرية أن جميع القطع الأثرية تخضع حاليًا لعمليات جرد وتدقيق شاملة، مشددة على أن “صون الموروث الثقافي السوري هو واجب وطني وأخلاقي، والتزام أمام الشعب والعالم بوصف التراث الإنساني قيمةً حضارية لا تُقدّر بثمن”.

من جهته، صرح قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، لـ”الوكالة السورية للأنباء” (سانا) بأن التحقيقات بدأت فور وقوع الحادثة التي سُجلت مساء الأحد 9 من تشرين الثاني، وطالت عددًا من التماثيل الأثرية والمقتنيات النادرة. وأشار إلى أن الجهات المختصة تنفّذ حاليًا “عمليات تتبّع وتحرٍ دقيقة لضبط الفاعلين واستعادة المسروقات، إلى جانب التحقيق مع عناصر الحراسة والمعنيين بالأمر للوقوف على ملابسات الحادث”.

وفي سياق متصل، كشف مصدر في المديرية العامة للآثار والمتاحف، تحفظ عدم ذكر اسمه، لعنب بلدي، أن من ضمن المسروقات 6 تماثيل من العصر الروماني. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين في المديرية العامة للآثار والمتاحف قولهم إن اللصوص سرقوا ست تماثيل رخامية تعود إلى الحقبة الرومانية، وإن عملية السرقة اكتُشفت صباح الاثنين عندما وُجد أحد أبواب قسم الآثار الكلاسيكية مكسورًا.

أوضح الصحفي محمد سلوم، وهو أول من نقل خبر السرقة، أن السرقة وقعت في صالات العرض، وليس في المستودعات. وضمت المفقودات مجموعة من العملات الذهبية والفضية والدراخما من القسم الكلاسيكي، بالإضافة إلى حوالي 7 أو 8 تماثيل رخامية صغيرة، منها تماثيل الآلهة أفروديت.

وصف الآثاري والناشط في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، ياسر الشوحان، لعنب بلدي، قسم الآثار الكلاسيكية بأنه أهم قسم في المتحف الوطني، ويعد من أهم الأقسام على مستوى العالم.

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) كانت قد استأنفت أنشطتها في سوريا، بعد انقطاع دام 14 عامًا، عقب زيارة بعثة رفيعة المستوى من المنظمة إلى سوريا. وأطلقت المنظمة مبادرة أولى، تهدف إلى تقديم دعم عاجل وتدابير إسعافية، لإعادة تأهيل المتحف الوطني بدمشق، بحسب ما أعلنته عبر موقعها الرسمي، في 10 من حزيران الماضي. وستوفر المبادرة، التي طُوِرت بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف، تدابير الإسعافات الأولية الحاسمة لتعزيز البنية التحتية المادية للمتحف، وتعزيز الإدارة الشاملة، وتحسين ظروف التخزين والأمن لمنع المزيد من الضرر، وبدء ترميم وحفظ التراث الوثائقي السوري، “الذي لا يقدر بثمن رقميًا”، وفقًا لبيان المنظمة. وتبلغ ميزانية المبادرة الأولية 175 ألف دولار أمريكي، ومن المقرر أن تستمر لعدة أشهر، وتتضمن مجموعة شاملة من الأنشطة مثل التخطيط للطوارئ، وترميم الأشياء، ورقمنة التراث الوثائقي، وورشات العمل التدريبية في مجال الجرد، وعلم المتاحف، وتعليم التراث.

أكد مساعد المدير العام لـ”يونسكو” للثقافة، إرنستو أوتوني، أن “المتحف الوطني بدمشق، يضم مجموعات أثرية قيّمة، راسخة الجذور في تاريخ سوريا، وتتردد صداها في قلوب البشرية”.

تأسس المتحف الوطني بدمشق عام 1919، وهو من أقدم المؤسسات الثقافية في الشرق الأوسط، ويضم مجموعة أثرية عريقة، تعكس ثراء وتنوع التراث السوري، وتضم معارضه قطعًا أثرية، تشهد على الإرث التاريخي والثقافي العريق للمنطقة.

مشاركة المقال: