الأربعاء, 12 نوفمبر 2025 01:51 PM

في دمشق: مهرجان العسل السوري يجمع نحالين من الشمال والجنوب لمواجهة تحديات الجفاف

في دمشق: مهرجان العسل السوري يجمع نحالين من الشمال والجنوب لمواجهة تحديات الجفاف

انطلقت فعاليات مهرجان العسل السوري السادس في مدينة تشرين الرياضية المغلقة بدمشق، بتنظيم من اتحاد النحالين العرب – فرع سوريا، تحت شعار "العسل.. حكاية طعم لا يُنسى". يستمر المهرجان من 10 إلى 15 تشرين الثاني 2025، بمشاركة واسعة من نحالين من مختلف المحافظات السورية.

إيمان رستم، رئيسة دائرة النحل في وزارة الزراعة، صرحت بأن هذه الدورة هي الأولى بعد التحرير، وتتميز بمشاركة نحالين من شمال سوريا، خاصةً من محافظة إدلب المعروفة بمراعيها الغنية وإنتاجها المتميز من عسل الجيجان، الذي يعتبر من أجود أنواع العسل في سوريا. وأضافت أن مشاركة نحالين من الشمال السوري بخبراتهم الفنية العالية وممارساتهم المتميزة في تربية النحل أضفت قيمة كبيرة على المهرجان.

يهدف المهرجان إلى دعم قطاع تربية النحل ومساعدته على تجاوز الصعوبات، وتوحيد جهود النحالين، والترويج للعسل السوري كمنتج زراعي وثروة وطنية تستحق الدعم والتسويق. كما يسعى إلى ربط المنتج بالمستهلك لتعريفهم بأهمية منتجات خلية النحل، معتبرةً أن قطاع النحل من أهم دعائم الزراعة السورية.

وأشارت رستم إلى أن المهرجان يمثل تجمعاً وطنياً للنحالين، يسمح بالمنافسة الإيجابية في جودة العسل المعروض، خاصةً أنه يأتي في موسم التسويق بعد قطف العسل، مما يمنح المنتجين فرصة لتصريف منتجاتهم. وأكدت أن وزارة الزراعة تعتبر دعم المهرجان واجباً وطنياً، من خلال تشجيع المربين على الاستمرار في تربية النحل وتذليل العقبات أمامهم. كما شهدت الدورة مشاركة وفد من الاتحاد العربي للنحالين ممثلاً عن رئيس اتحاد النحالين الأردنيين، مما يؤكد التعاون العربي في دعم هذا القطاع الحيوي.

محمود تركي محمود (38 عاماً)، وهو نحال من بلدة معرية في الريف الغربي لمحافظة درعا، يشارك في المهرجان ويقول إن مشاركته ضرورة مهنية تتيح التواصل المباشر مع المستهلك وتعزز الثقة. وأضاف: "التسويق في قطاع العسل هو بيع قصة وسمعة وثقة، وأوصي العاملين معي باحترام قدسية المهنة وتقديم النصائح للمستهلك لأن العسل دواء قبل أن يكون غذاء".

لكن محمود يلفت إلى التحديات التي تواجه مهنة النحل بسبب الجفاف والتغير المناخي، موضحاً أن الجفاف يؤدي إلى انعدام الغطاء النباتي الذي يعتمد عليه النحل، مما أدى إلى تراجع الإزهار وانخفاض الإنتاج بنسبة تقارب 80%. ويضيف أنهم اضطروا لتحمل أعباء كبيرة في تأمين الغذاء والرعاية الصحية للنحل، مما أثر على حالتهم المادية والنفسية.

وختم محمود بالتأكيد على أن هذه الفعاليات تساهم في إحياء مهنة النحل في سوريا وتخفيف الأعباء عن النحالين الذين يحافظون على هذا الإرث الزراعي العريق.

مشاركة المقال: