الإثنين, 17 نوفمبر 2025 11:43 PM

ندى غيبة: قصة نجاح سورية في عالم الكيمياء وربط العلم بسوق العمل

ندى غيبة: قصة نجاح سورية في عالم الكيمياء وربط العلم بسوق العمل

غصون سليمان: في رحلة الحياة، تبرز شخصيات نسائية سورية استثنائية، تصنع النجاح رغم التحديات. نساء يجمعن بين الحاجة إلى العمل والطموح لتحقيق الذات، ويتركن بصماتهن في مجالات مختلفة. ومن بين هؤلاء، نلتقي بالسيدة ندى غيبة، التي سطعت في مجال الكيمياء، لتكون مثالاً للمرأة السورية الطموحة.

ندى غيبة، عضو مجلس الإدارة في الجمعية الكيميائية السورية والمدير التنفيذي للمركز السوري الألماني، تروي قصة شغفها بالكيمياء، الذي بدأ في المرحلة الثانوية. تتذكر كيف أن حبها للمادة، بفضل أستاذها الذي غرس فيها هذا العشق، جعلها تختار الكيمياء كمنهاج حياة. حصولها على العلامة الكاملة (20/20) كان دافعاً قوياً لها لمواصلة التفوق واختيار فرع الكيمياء في جامعة دمشق.

لم تتوقف ندى عند هذا الحد، بل واصلت الاجتهاد والتفوق خلال سنوات الدراسة الجامعية، وتخرجت بامتياز. وتؤكد أن تجربتها في التدريس كانت فرصة لمراجعة وتعميق المعلومات التي اكتسبتها. بعد التدريس، انتقلت إلى مخابر البحوث العلمية الزراعية، حيث وجدت بيئة محفزة للتجديد العلمي، من خلال الدورات التدريبية المتخصصة التي استمرت من عام 1998 إلى 2003.

في الفترة ما بين 2004 و 2005، قدمت ندى كورسات مميزة بالتعاون مع منظمة الفاو وهيئة الطاقة الذرية وغرفة الصناعة، بالإضافة إلى إشرافها على ضبط الجودة في مخابر البحوث الزراعية في جميع المحافظات.

لم يطفئ العمل رغبة ندى في التعمق أكثر في مجالها، فانضمت إلى المركز الألماني السوري، الذي أسسه نخبة من الاختصاصيين السوريين الذين درسوا في ألمانيا، بهدف تعزيز التعاون بين سوريا وألمانيا في المجالين الأكاديمي وسوق العمل. وتسعى ندى، من خلال منصبها كمدير تنفيذي للمركز، إلى ردم الفجوة بين التعليم النظري واحتياجات سوق العمل، ودعم الشباب السوري الطموح.

المركز السوري الألماني احتضن العديد من الفعاليات المجانية، وعقد اتفاقيات تعاون مع غرفة الصناعة والجمعية الكيميائية السورية ومركز البحوث الزراعية، بهدف تطوير الاختبارات التي تحد من الغش والتلوث، وتعزيز الأمن الصناعي. ويقدم المركز تدريبات شاملة في مجالات الأغذية والأجهزة والأدوية البيطرية، بالإضافة إلى إجراء الاختبارات الكيميائية لمعالجة المياه والتربة والنبات والأسمدة.

تؤكد ندى غيبة أن الكيمياء تلعب دوراً حيوياً في مختلف المجالات، فهي بمثابة شريان الدم والأوكسجين في الجسد، ولا يمكن تصور أي فكرة علمية دونها. وتختم حديثها بالتأكيد على أهمية دور الشباب السوري في ربط التكنولوجيا بالعلم، من أجل تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على بيئة نظيفة.

مشاركة المقال: