الجمعة, 14 نوفمبر 2025 02:51 AM

الأتارب تحيي الذكرى الثامنة لمجزرة السوق: صرخات العدالة ضد النسيان

الأتارب تحيي الذكرى الثامنة لمجزرة السوق: صرخات العدالة ضد النسيان

تحيي مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي الذكرى الثامنة لمجزرة السوق التي وقعت في 13 تشرين الثاني عام 2017. ففي ذلك اليوم، فقدت المدينة عشرات الشهداء نتيجة قصف الطيران الحربي الروسي، حليف النظام السوري، للسوق الشعبي، مما خلف دمارًا واسعًا وصورًا مأساوية لا تزال محفورة في ذاكرة الأهالي.

إحياءً لذكرى الضحايا، دعا ناشطون ووجهاء المدينة إلى وقفة تذكارية مساء أمس الخميس في موقع "المخفر القديم" بالأتارب، وذلك إجلالًا لأرواح الشهداء وتأكيدًا على المطالبة بالعدالة وكشف الحقيقة، بهدف منع تكرار "قتل المدن مرتين، مرة بالصواريخ ومرة بالنسيان".

الصحفي رامي السيد، مراسل "سوريا 24"، الذي كان شاهدًا على المجزرة، يصف الحادثة بأنها تركت أثرًا نفسيًا عميقًا عليه وعلى أبناء المدينة. ويقول في شهادته: "كنت في السوق لتغطية حركة الناس بعد إعلان هدنة وقف إطلاق النار؛ فالمكان كان مكتظًا بالسكان والمهجرين من حلب، والأهالي شعروا بشيء من الأمان بعد أسابيع من الهدوء. وفجأة، عند الساعة الثانية ظهرًا، سمعنا صوت الطيران الحربي، ثم شاهدنا الصواريخ تسقط أمام أعيننا. في لحظات، تحوّل السوق إلى جحيم".

ويضيف السيد: "وصلنا إلى موقع القصف قبل فرق الدفاع المدني، كنا نصوّر وسط دخان كثيف ودمار هائل، وكانت الجثث والأشلاء منتشرة في كل مكان. كانت المشاهد تفوق الوصف".

وبحسب توثيقات الدفاع المدني السوري، فقد بلغ عدد الضحايا أكثر من 100 شهيد من المدنيين، معظمهم من النازحين وأبناء المدينة. واستمرت عمليات رفع الأنقاض لأكثر من أسبوع، وتم العثور على جثامين جديدة تحت الركام خلال الأسابيع التالية.

نفذ الطيران الحربي الهجوم بستة صواريخ مزدوجة استهدفت السوق والمناطق السكنية المحيطة به، مما أدى إلى دمار واسع في المباني والمحال التجارية، وسط صدمة الأهالي الذين اعتقدوا أن الهدنة ستحميهم من الموت.

اليوم، وبعد ثمانية أعوام، لا تزال الأتارب تستذكر هذه الفاجعة، وتؤكد مجددًا أن العدالة هي السبيل الوحيد لإراحة أرواح الضحايا، وأن النسيان هو القصف الأخير الذي يجب منعه.

مشاركة المقال: