يشكل توازن مستوى السكر في الدم عاملاً حاسماً للحفاظ على صحة جيدة، حيث أن أي تغيير حاد في مستويات الجلوكوز، سواء بالارتفاع أو الانخفاض، قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، خاصة بالنسبة للأفراد المصابين بداء السكري. لذا، فإن التعرف المبكر على الأعراض يعد خطوة ضرورية للوقاية والتدخل العلاجي السريع.
ارتفاع نسبة السكر في الدم (Hyperglycemia)
يحدث ارتفاع سكر الدم عندما تتجاوز مستويات الجلوكوز في الدم الحد الطبيعي، وذلك نتيجة لنقص في هرمون الإنسولين أو عدم فعاليته، أو بسبب عوامل أخرى مثل التغذية، الحالة النفسية، أو بعض الأدوية.
أسباب ارتفاع السكر الشائعة:
- قلة إفراز الإنسولين أو عدم استجابة الجسم له، كما هو الحال في السكري النوع الأول والسكري النوع الثاني.
- تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات والسكريات.
- الضغوط النفسية أو التوتر، مما يزيد من إفراز الهرمونات التي ترفع مستوى السكر في الدم.
- قلة النشاط البدني أو التوقف عن العلاج.
- تناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون.
أعراض ارتفاع السكر في الدم:
عادة ما تظهر الأعراض بشكل تدريجي، وتشمل:
- العطش الشديد نتيجة لسحب الجسم الماء من الخلايا لإذابة الجلوكوز الزائد.
- كثرة التبول بسبب محاولة الكلى التخلص من السكر الزائد.
- الشعور بالجوع المستمر رغم تناول الطعام، نتيجة لعدم قدرة الخلايا على الاستفادة من الجلوكوز.
- التعب والإرهاق بسبب نقص الطاقة داخل الخلايا.
- تشوش الرؤية نتيجة لتغير مستويات السوائل داخل العين.
- جفاف الجلد والفم بسبب فقدان السوائل عبر التبول المتكرر.
- بطء التئام الجروح نتيجة لتأثر تدفق الدم وكفاءة الجهاز المناعي.
- رائحة نفس غير طبيعية (تشبه الفاكهة)، وقد تشير إلى بداية الحماض الكيتوني في الحالات الشديدة.
انخفاض نسبة السكر في الدم (Hypoglycemia)
يحدث انخفاض السكر عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم إلى أقل من الحد الطبيعي (عادة أقل من 70 mg/dL)، ويعتبر أكثر خطورة لأنه قد يتطور بسرعة خلال دقائق.
أسباب انخفاض السكر الشائعة:
- تناول جرعات زائدة من الإنسولين أو أدوية السكري.
- عدم تناول الطعام لفترة طويلة.
- ممارسة مجهود بدني مكثف دون تعويض بكمية كافية من الكربوهيدرات.
- شرب الكحول على معدة فارغة.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة في الكبد أو الكلى.
أعراض انخفاض السكر في الدم:
تظهر الأعراض عادة بشكل سريع، وتشمل:
- رعشة في اليدين.
- تعرق بارد.
- خفقان القلب وتسارع النبض.
- جوع شديد ومفاجئ.
- دوخة أو دوار.
- صداع أو تشوش في الرؤية.
- عصبية أو توتر مفاجئ.
- صعوبة في التركيز والكلام.
- فقدان الوعي أو التشنجات (في الحالات الحادة).
الفرق بين الحالتين وكيفية التعامل معهما
التعامل مع ارتفاع السكر:
- شرب الماء بكثرة لتعويض السوائل المفقودة.
- ممارسة نشاط بدني خفيف للمساعدة في خفض مستوى الجلوكوز.
- قياس مستوى السكر في الدم بانتظام.
- استخدام الإنسولين وفقًا لإرشادات الطبيب.
- مراجعة الطوارئ عند استمرار الارتفاع أو ظهور علامات الحماض الكيتوني (غثيان، قيء، تنفس عميق، رائحة فاكهة).
التعامل مع انخفاض السكر:
- تناول مصدر سريع للسكر مثل: ملعقة عسل، كوب عصير، قطع سكر، أو 3 تمرات.
- إعادة قياس مستوى السكر في الدم بعد 15 دقيقة.
- تناول وجبة خفيفة إذا عاد مستوى السكر إلى طبيعته.
- طلب المساعدة فورًا عند فقدان الوعي أو عدم تحسن الأعراض.
في الختام، يعتبر ارتفاع وانخفاض السكر في الدم حالتين تتطلبان وعيًا دقيقًا بالأعراض ومراقبة مستمرة، خاصة لدى مرضى السكري. فالتصرف السريع عند ظهور العلامات المبكرة هو العامل الأساسي في الوقاية من المضاعفات الخطيرة. الالتزام بالعلاج، والمتابعة الدورية، ونمط الحياة الصحي، هي الركائز الأساسية للحفاظ على توازن مستوى الجلوكوز وضمان جودة حياة أفضل.