الجمعة, 14 نوفمبر 2025 11:44 PM

مديرية الثقافة في حلب تنفي إلغاء فعالية "طوفان الأقصى" بسبب ضغوط إسرائيلية

مديرية الثقافة في حلب تنفي إلغاء فعالية "طوفان الأقصى" بسبب ضغوط إسرائيلية

نفت مديرية الثقافة في مدينة حلب صحة ما تردد عن إلغاء فعالية بعنوان "طوفان الأقصى"، والتي كان من المزمع إقامتها يوم الجمعة الموافق 14 من تشرين الثاني. وجاء النفي ردًا على ما قيل عن استجابة لضغوط إسرائيلية.

وقال مصدر من مديرية الثقافة، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لعنب بلدي، إن الإعلان عن الفعالية تم في 6 من تشرين الثاني الحالي دون الحصول على الموافقات اللازمة. وأضاف المصدر أنه تم حذف الإعلان بعد فترة وجيزة لم تتجاوز الساعتين، مؤكدًا على إبلاغ الجهات المعنية بعدم الموافقة على الفعالية وإلغائها.

وأشار المصدر إلى وجود محاولات "للتصيد وإيهام الناس" بأن الإلغاء جاء نتيجة لضغوط سياسية، مؤكدًا أن هذا الأمر "غير صحيح مطلقًا".

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد علقت على الفعالية، معربة عن انتقادها لإقامتها. وذكرت الوزارة أن رئيس سوريا "الجولاني" (أحمد الشرع) يتحدث عن "سوريا جديدة"، بينما تدعو وزارة ثقافته إلى احتفال وطني للاحتفاء بما وصفته بـ"مجزرة 7 من تشرين الأول".

ووصفت إسرائيل عملية "طوفان الأقصى" بأنها "أكبر مجزرة ضد اليهود منذ الهولوكوست"، مضيفة أن الاحتفاء بـ"مجزرة" إنما هو سعي للمزيد من "المجازر" وليس للتغيير.

يذكر أن القضية أثيرت بعد نشر الصحفي الإسرائيلي من أصول عربية، إيدي كوهين، تنبيهًا للحكومة السورية، محذرًا من إقامة الفعالية. وطالب كوهين بإلغاء الحفل والاعتذار للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني عما وصفه بـ"العبث" الذي يرتكبه وزير الثقافة، الذي نعته بـ"الإرهابي"، مطالبًا بإقالته.

ولم تتمكن عنب بلدي من التأكد من وجود منشور بهذا الخصوص على حسابات وزارة الثقافة أو مديريتها في حلب، كما أنها لم تتلق ردًا مباشرًا عند التواصل مع الأخيرة.

ما هي عملية "طوفان الأقصى"؟

"طوفان الأقصى" هي عملية عسكرية أطلقتها "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) ضد الوجود العسكري الإسرائيلي في محيط قطاع غزة، في 7 من تشرين الأول 2023. وخلال العملية، تمكنت "حماس" من قتل حوالي 1250 إسرائيليًا وأسر نحو 250 آخرين.

وفي أعقاب العملية، شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا واسع النطاق استهدف المدنيين في القطاع، مما أسفر عن مقتل أكثر من 69,000 شخص داخل غزة وإصابة ما يزيد على 170,000 آخرين، على الرغم من وجود اتفاق لوقف إطلاق النار.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 466 من جنوده وإصابة 2951 آخرين منذ بدء العملية البرية في غزة في تشرين الأول 2023.

وقد أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير واسع للبنية التحتية في غزة، مما أدى إلى شلل في النشاط الاقتصادي وتوقف شبه كامل للحياة الاقتصادية.

كما تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبيرة، خاصة في قطاعات الزراعة والبناء والسياحة. وتشير تقديرات وكالة "بلومبرغ" إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يبلغ حجمه 580 مليار دولار، أصغر بنسبة 7% عما كان متوقعًا قبل اندلاع الحرب.

اتفاقية أمنية متعثرة

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى التوصل إلى اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب برعايتها، إلا أن الطريق لا يزال صعبًا بسبب الخلافات بين الطرفين. وتطالب سوريا بالانسحاب من الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل بعد سقوط النظام السوري، في 8 من كانون الأول 2024، والعودة إلى اتفاق 1974.

في المقابل، تطالب إسرائيل بمنطقة منزوعة السلاح في المحافظات الجنوبية السورية، درعا والقنيطرة والسويداء.

وقد صرح الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بأنه من الصعب الموافقة على الشرط الإسرائيلي بوجود منطقة منزوعة السلاح بالكامل في الجنوب السوري، متسائلًا: "إذا حدثت أي فوضى، فمن سيحمي المنطقة؟".

وأضاف الشرع، خلال مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نُشرت في تشرين الثاني، أنه إذا استُخدمت هذه المنطقة منزوعة السلاح من قبل بعض الأطراف كمنصة انطلاق لضرب إسرائيل، فمن سيكون مسؤولًا عن ذلك؟ وأكد أن "هذه أراضٍ سورية، ويجب أن تتمتع سوريا بحرية التعامل مع أراضيها".

مشاركة المقال: