تقترب الإدارة الأمريكية من وضع اللمسات الأخيرة على صيغة تسمح لتركيا بالانضمام إلى قوة دولية وأممية مكلفة بمهام محددة في إدارة قطاع غزة.
تشير مصادر دبلوماسية إلى أن مبعوثين أمريكيين أجروا حوارات مكثفة مع حكومة إسرائيل مؤخرًا، بهدف إزالة الفيتو الإسرائيلي عن انضمام تركيا عسكريًا وأمنيًا إلى الجهد الأممي الخاص بإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد وقف الحرب نهائيًا.
وقد رُصدت نقاشات حادة مع الإسرائيليين بشأن رفض تل أبيب مشاركة تركيا في القوة الأممية التي ستدخل إلى غزة.
عارضت إسرائيل بشدة المشاركة التركية، لكن الرئيس دونالد ترامب يرى أن وجود تركيا ضمن آليات العمليات التي تتابع المراقبة أمر بالغ الأهمية لتحقيق توافق إقليمي يدعم خطته ومبادرته.
لم يُعرف بعد طبيعة التوافق بين الأمريكيين والإسرائيليين، لكن تردد أن تل أبيب قد توافق بضمانات أمريكية على مشاركة تركية جزئية في القوة الأممية، تقتصر على خبراء في إدارة العمليات الإغاثية فقط، وليس على صعيد غرفة العمليات العسكرية، فيما لم يتضح موقف الإدارة الأمريكية من الاقتراح الإسرائيلي.
الجزئية الأهم في سياق النقاش هي قناعة الرئيس ترامب، عبر مبعوثه ستيف ويتكوف، بأن وجود تركيا المباشر في القوة الأممية هو من أهم الروافع التي ستضمن تأييدًا شاملًا وموسعًا من الأجنحة العسكرية في المقاومة، وتحديدًا في حماس، لمرحلة الاتفاق المقبلة.
الانطباع لدى الأمريكيين هو أن حركة حماس أبلغت ضمنًا بأنها، لإنجاز آلية "تسليم السلطة"، بحاجة ملحة إلى الوجود التركي على مستوى العمليات الأمنية، بحكم حجم الثقة المتراكم بين الحركة والمقاومة وتركيا، وهو أمر اقتنع به الأمريكيون قبل تبنيه في محادثات مع الإسرائيليين.
تقدر أوساط خبيرة في المقاومة أن الوجود التركي ضمن قوة المهام الدولية في غزة قد يضمن قناعة أكبر لدى المقاتلين في إعادة توزيع قوات المقاومة وحتى في مرحلة تسليم السلاح، ويوفر ضمانات للكتائب بعدم وجود "خديعة" أو مؤامرة محتملة.
ويرى ويتكوف أن انضمام تركيا ودول عربية وإسلامية أخرى لقوة المهام الدولية في غزة من أهم المحطات التي يريد الرئيس ترامب تجاوزها لإضفاء شرعية إضافية على المقترحات ومراحل وقف إطلاق النار في القطاع.
يريد ترامب حشد أكبر عدد ممكن من الدول، ولو رمزيًا، في ملف القوة الأممية، ويقدر بأن تركيا لها بصمة والجانب الفلسطيني لديه تجربة معها ويثق بها، معتبرًا أن الثقة مهمة لإنجاح وإنجاز جميع مراحل الاتفاقية التي يرعاها الرئيس.
يؤكد المراقبون السياسيون أن تعميم تجربة القوة الأممية في غزة من أهم الأهداف المرحلية لخطة الرئيس الأمريكي، مما يجعل حتى الوجود الرمزي مطلبًا ملحًا ومستقلًا، وهو ما ناقشه المبعوثان كوشنر وويتكوف.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم