الحرب الصينية على الماركات الفاخرة: هل هي منافسة أم كشف للتزييف؟


هذا الخبر بعنوان "حقيقة الحملة الصينية على الماركات العالمية: صراع تجاري أم كشف للزيف؟" نشر أولاً على موقع Alsoury Net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
من تيك توك إلى حرب الأسواق الفاخرة: هل تستطيع الصين إنتاج "بيركين" بجودة أوروبية؟ في عصر تتصاعد فيه أسعار الحقائب الفاخرة بشكل جنوني، ظهر صيني على تيك توك مدعياً قدرته على صنع حقيبة "بيركين" الشهيرة بجودة مماثلة، ولكن بتكلفة لا تتجاوز 1400 دولار. حقق المقطع ملايين المشاهدات وانتشر بسرعة، مما أثار حملة إعلامية تشكك في القيمة الحقيقية للمنتجات الفاخرة.
على الرغم من أن الرجل قدم تفصيلاً دقيقاً لتكلفة المواد الخام (جلد، خيوط، فولاذ)، إلا أنه تجاهل الأهم: الحرفية اليدوية النادرة التي تُنفذ بـ"غرزة السرج"، وهي تقنية دقيقة ومعقدة لا يتقنها سوى حرفيو "هيرميس" بعد سنوات من التدريب. بالإضافة إلى ذلك، فإن "بيركين" ليست مجرد حقيبة، بل قطعة فنية مشبعة بتاريخ عريق يمتد لأكثر من قرن. تصميمها الأيقوني لم يظهر بالصدفة، بل وُلد من حوار بين الممثلة جين بيركين والمدير التنفيذي لـ"هيرميس"، وأصبح منذ ذلك الحين رمزاً للرفاهية والذوق الرفيع.
سؤال منطقي يطرحه الكثيرون: هل السعر الباهظ لحقيبة "بيركين" يعود إلى الجودة أم إلى الاسم التجاري؟ الحقيقة هي أن جزءاً كبيراً من قيمتها مرتبط بالندرة المصطنعة، وقوائم الانتظار الطويلة، والشعور بالتميز الذي تمنحه لمالكها. هذه ليست مجرد حقيبة، بل هي رمز.
بدلاً من أن تستثمر الصين في الترويج لعلاماتها التجارية الخاصة، اتجهت الحملة إلى تقليد العلامات التجارية الغربية وكشف ما وصفته بـ"خداع الأسواق الأوروبية". لكن هذا الخطاب، على الرغم من ضجيجه، لم يسفر إلا عن موجة عابرة. ومن المفارقات أن شركات آسيوية مثل "يونيكلو" نفسها تعرضت للنسخ من شركات صينية مثل "شين"، على الرغم من أن منتجاتها لا تتجاوز 15 دولاراً. وهذا يثبت أن ضحايا التقليد ليسوا فقط في الغرب، بل أيضاً في آسيا نفسها.
المواهب الصينية حقيقية، لكن السؤال الذي لم يُطرح هو: لماذا لا تبتكر الصين علاماتها التجارية الفاخرة الخاصة؟ لماذا تظل تلعب دور البديل الرخيص، بينما لديها القدرة على خلق هويتها الجمالية والثقافية؟ بدلاً من مهاجمة العلامات التجارية الغربية، كان الأجدر بالحملة أن تسلط الضوء على جودة الصناعة الصينية وقدرتها على تقديم "منتجات أصلية" تنافس بجودتها، وليس فقط بسعرها.
المعركة اليوم لم تعد فقط حول من يبيع أكثر، بل حول من يقنع الناس بقيمته الحقيقية. وبين موضة التفاخر وموجة التحدي الصيني، هناك مساحة فارغة تنتظر جيلاً جديداً من المصممين الآسيويين الذين يمتلكون الشغف والمهارة لصناعة أزياء تعكس هويتهم، وليس فقط تقليد الآخرين. كشفت لنا الحملة الصينية شيئاً مهماً: لقد حان الوقت للبحث عن بدائل حقيقية، ذات جودة وأصالة، لا مجرد شعارات فارغة.
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد