الإثنين, 17 نوفمبر 2025 01:39 AM

البطولة العربية لكرة اليد: تحديات تواجه الأندية السورية وطموحات نحو التطوير

البطولة العربية لكرة اليد: تحديات تواجه الأندية السورية وطموحات نحو التطوير

على الرغم من مشاركة الأندية السورية في البطولة العربية للأندية أبطال الدوري والكؤوس للسيدات لكرة اليد في تونس، لم تحقق النتائج المرجوة، حيث اكتفى نادي قاسيون بالمركز السادس، بينما حل نادي النبك في المركز الثامن والأخير بين الفرق المشاركة. هذه المشاركة، رغم الجهود المبذولة، سلطت الضوء على تحديات فنية تتطلب مراجعة شاملة، وأثارت تساؤلات حول استعداد كرة اليد السورية للمنافسات الخارجية وأسباب التباين بين الطموحات والإمكانيات المتاحة محليًا.

تقييم المشاركة والدروس المستفادة

أوضح رئيس الاتحاد السوري لكرة اليد، رافع بجبوج، في تصريح لعنب بلدي، أن مشاركة الفرق السورية في البطولة العربية كانت "مقبولة بشكل عام"، معتبرًا أن المستوى الفني كان متوسطًا، وربما أقل من المتوقع. وأرجع ذلك إلى قصر فترة التحضير وعدم وجود دوري محلي قوي في السنوات الأخيرة. وأكد بجبوج على أهمية المشاركة لتقييم مستوى الفرق السورية وتحديد الاحتياجات اللازمة لتطوير اللعبة.

من جهته، صرح رئيس نادي قاسيون، خالد جمعة، لعنب بلدي، بأن "التجربة مفيدة جدًا، وقد اتخذنا قرارًا جريئًا بالمشاركة، وكنا ندرك أنه من الممكن ألا تكون النتائج مرضية". وأضاف أن الهدف من المشاركة كان التعرف على واقع كرة اليد السورية والعربية، خاصة وأن النادي لم يشارك في منافسات خارجية منذ حوالي 15 إلى 20 عامًا.

وعن الدروس المستفادة، قال جمعة: "يجب علينا الاهتمام بالقواعد الأساسية"، والبدء بالفئات العمرية تدريجيًا "للوصول إلى مستوى يسمح لنا بالظهور بمظهر مشرف خارج سوريا". وأشار إلى أن هذا لا ينفي الأداء الجيد في البطولة، مؤكدًا إشادة الاتحاد العربي والتونسي بمستوى الفرق السورية وتطورها.

خطط مستقبلية

أكد رافع بجبوج أن المرحلة المقبلة ستركز على تعزيز الاحتكاك الداخلي من خلال تنظيم عدد أكبر من المباريات المتتالية، بهدف إقامة دوري مستمر دون الانقطاعات التي كانت سائدة في السنوات الماضية. وأشار إلى أن الاحتكاك الخارجي سيظل حاضرًا أيضًا، من خلال استضافة فرق عربية في سوريا أو استمرار مشاركة الفرق السورية في البطولات الخارجية، مؤكدًا على أهمية التجربة الدولية لتطوير مستوى اللعبة.

وأشار إلى أن النتائج قد لا تكون مثالية في البداية، "لكن مع الوقت وبفضل هذه الإجراءات، نأمل أن يتحسن الوضع بشكل ملحوظ".

من جانبه، أوضح خالد جمعة أن الهدف الأساسي من المشاركة في البطولة هو تقييم مستوى كرة اليد وتحديد الجوانب التي يحتاج النادي إلى تطويرها. وأكد أن نادي قاسيون يمتلك الآن رؤية أوضح حول واقع اللعبة داخله، وسيأخذ بعين الاعتبار إيجابيات وسلبيات التجربة للانطلاق في مرحلة إعادة بناء فريق كرة اليد من الأساس.

ماذا تحتاج الأندية السورية للنجاح خارجيًا

أكد خالد جمعة في حديثه لعنب بلدي، أن الفرق والأندية السورية بحاجة ماسة إلى الدعم، بما في ذلك توفير ملاعب تدريب مناسبة، وجميع التجهيزات والأدوات اللازمة، بالإضافة إلى تنظيم معسكرات ومباريات خارجية لتطوير المستوى الفني للاعبين. وأضاف أن النادي يخوض خلال بطولة الدوري السوري نحو 15 مباراة فقط، وهو ما أثار دهشة الأندية المشاركة في البطولة العربية.

وتابع: "لا يمكن لأي فريق أن يصل إلى مستوى الجاهزية للمنافسات الدولية دون أن يخوض ما لا يقل عن 40 إلى 50 مباراة على الصعيد المحلي". ووجه جمعة رسالة مفادها: "لبناء كرة يد قوية، يجب أن يكون الدوري منتظمًا وجيد التنظيم، بحيث يخوض كل فريق ما بين 35 و40 مباراة على الأقل، مع ضرورة دراسة كيفية تنظيم المباريات بشكل يضمن أن يصل العدد الإجمالي للمواجهات إلى نحو 50 إلى 60 مباراة لكل فريق خلال الموسم".

ويرى رئيس اتحاد اللعبة، رافع بجبوج، أن أي رياضة تحتاج إلى تمويل ودعم مالي. وأضاف أن الاتحاد وضع الخطط والأفكار والتصورات، و"ننتظر تأمين الدعم اللازم لتنفيذ هذه الأفكار"، مشيرًا إلى أن فكرة تطوير كرة اليد تتطلب الاستعانة بمدربين وخبراء من الخارج، ويتطلب ذلك وقتًا ليس بالقصير لتطوير اللاعبين والمدربين والحكام على حد سواء.

وشدد بجبوج على أهمية صيانة منشآت كرة اليد، لأنها تعتبر من العوامل الأساسية لتطوير الرياضة بشكل عام.

وفي الختام، طالب خالد جمعة اتحاد اليد بمساعدة الأندية ليس فقط ماديًا، بل بتوفير العديد من أماكن التدريب، لأن أماكن التدريب غير كافية، فالواقع أن الوقت المخصص للتدريب يسمح فقط بتدريب فريق واحد، مثل فريق السيدات، ولا يمكن لجميع الفرق التدريب في نفس الوقت. وطالب أيضًا بتوفير خبير تحكيمي لتوضيح قواعد التحكيم قبل بداية الدوري، نظرًا إلى الفارق الكبير بين التحكيم المحلي والعربي الذي يتسم بـ"الصرامة والالتزام الشديد".

وكشفت المشاركة السورية في البطولة العربية للأندية للسيدات عن الفجوة الواضحة بين الطموح المحلي والإمكانات المتاحة، سواء على صعيد البنية التحتية أو عدد المباريات وخبرة اللاعبين.

مشاركة المقال: