الإثنين, 17 نوفمبر 2025 01:11 PM

تحذيرات من إعلانات قمار مضللة تستهدف الإندونيسيين عبر منصات ميتا رغم الحظر

تحذيرات من إعلانات قمار مضللة تستهدف الإندونيسيين عبر منصات ميتا رغم الحظر

على الرغم من الحظر الصارم المفروض على ألعاب القمار في إندونيسيا، يستغل مروّجو هذه الألعاب منصات مجموعة ميتا لاستهداف مستخدمي الإنترنت من خلال إعلانات مضللة تقود إلى مواقع مراهنات، في محاولة للالتفاف على القواعد التي تفرضها الشركة الأميركية العملاقة.

كشف تحقيق أجراه قسم التحقق من صحة الأخبار في وكالة فرانس برس عن وجود عشرات الإعلانات غير القانونية التي انتشرت بين شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2025، في بلد تحقق فيه ألعاب القمار مليارات الدولارات سنويًا.

تظهر بعض هذه الإعلانات، المنشورة على فيسبوك وإنستغرام وثريدز، في شكل محتوى بريء، حيث تروج لنصائح حول كيفية "خفض السكري"، بينما يشيد بعضها الآخر بفوائد أنواع معينة من الفاكهة. على سبيل المثال، بثّ أحد الحسابات 49 إعلانًا لألعاب القمار تحت عنوان: "الرمان: الفاكهة الحمراء الغريبة ذات الفوائد المتعددة".

وعلى الرغم من أن التعليق المرفق بالإعلان يبدو غير ضار، إلا أنه يعيد توجيه المستخدمين نحو موقع للمراهنات يعد المستخدمين الجدد بأنهم "سيربحون مباشرة". وذكر الحساب الذي نشر الإعلانات أن مقره في هانوي، لكن فرانس برس لم تتمكن من التحقق من موقعه الفعلي.

تقول زي، وهي لاعبة فيديو إندونيسية تبلغ من العمر 32 عامًا وتستخدم اسمًا مستعارًا، إن الأمر "يصبح مقلقًا حقًا". وأضافت أنها شاهدت إعلانات مماثلة على إنستغرام، مشيرة إلى أنها "تشتبه في أنهم يستهدفون محبي ألعاب الفيديو، وبالتالي يمكن للأطفال أيضًا أن يشاهدوا هذه الإعلانات".

وتؤكد مستخدمة أخرى تُدعى مولي وتبلغ من العمر 24 عامًا، أنها تبلغ باستمرار عن هذه الإعلانات على إنستغرام، لكنها تعاود الظهور باستمرار.

لم تردّ ميتا على الفور على طلبات التعليق، لكن نحو عشرين إعلانًا قدمتها فرانس برس كنموذج، أُزيلت لاحقًا.

تتعاون فرانس برس مع برنامج التحقق من المعلومات التابع لميتا في آسيا وأميركا اللاتينية والاتحاد الأوروبي.

تُظهر دراسة لم تُنشر رسميًا بعد لمعهد الأبحاث الإندونيسي "بوبوليكس" أن 98% من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في إندونيسيا، وهي أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، يتعرضون لمحتوى يروج لألعاب القمار المحظورة في الإسلام.

ومن بين هؤلاء، يقول 32% إنهم جربوا المراهنات الإلكترونية بعد مشاهدة تلك الإعلانات، فيما يقر 4% بأنهم ما زالوا يمارسونها.

ويقول مسؤول الدراسات في "بوبوليكس" نظمي تامارا لفرانس برس إن "الإعلانات كانت تعد بمكسب أو بجائزة كبرى".

في المقابل، تؤكد الحكومة الإندونيسية أنها حذفت أكثر من 5.7 ملايين محتوى مرتبط بالقمار خلال السنوات الثماني الماضية.

وشددت الشرطة تدابيرها كذلك، إذ اعتقلت العام الماضي 85 مؤثرًا على الأقل بتهمة الترويج للمراهنات الإلكترونية. وقد تصل العقوبات إلى السجن عشر سنوات، فيما يعاقب اللاعبون عبر الإنترنت بالسجن حتى أربع سنوات.

وقالت وزارة الاتصالات والشؤون الرقمية في ردها على استفسار فرانس برس، إنها تطلب بصورة منتظمة من المنصات حذف المحتوى المرتبط بألعاب القمار، يلي ذلك توجيه رسائل تحذير.

وأوضح المدير العام لمراقبة الفضاء الرقمي ألكسندر سابار أن "عدم استجابة المنصات يؤدي إلى توجيه رسالة تحذير ثالثة مرفقة بعقوبات إضافية قد تصل إلى تعليق الوصول" للمنصة.

ومطلع تشرين الأول/أكتوبر، علّقت الوزارة مؤقتًا رخصة تشغيل "تيك توك" بعدما رفضت المنصة تقديم بيانات متعلقة بـ"التحقيق المفترض للأرباح" لحسابات يشتبه في ارتباطها بالقمار الإلكتروني.

وعن احتمال استدعاء وزير الاتصالات لشركة ميتا على خلفية نتائج تحقيق فرانس برس، قال سابار إن جاكرتا تحافظ على تواصل منتظم مع المنصات، مشيرًا إلى أن الإعلانات الخاصة بألعاب القمار هي من بين المشاكل المتكررة.

وأضاف أن وزارة الاتصالات "تحض جميع المنصات الرقمية على تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة للإعلانات بما يتوافق مع القوانين والأنظمة الإندونيسية". وتابع: "إذا تكررت الانتهاكات وظلت بدون عقاب، فسنتخذ إجراءات قسرية".

وبحسب مركز تحليل المعاملات المالية الإندونيسي، بلغ حجم الأموال المرتبطة بألعاب القمار الإلكترونية 927 ألف مليار روبية (نحو 56 مليار دولار) بين عامي 2017 ومطلع 2025، ويُقدَّر أن 80% من المستخدمين هم طلاب وأفراد من ذوي الدخل المحدود.

مشاركة المقال: