الإثنين, 17 نوفمبر 2025 11:08 PM

طرطوس: جمعية "كونوا معنا" تدعم كبار السن بخدمات متكاملة رغم صعوبات التمويل

طرطوس: جمعية "كونوا معنا" تدعم كبار السن بخدمات متكاملة رغم صعوبات التمويل

تواصل جمعية "كونوا معنا" لكبار السن في طرطوس جهودها لتقديم خدمات شاملة لما يقرب من 380 إلى 420 منتسبًا. وتعتمد الجمعية على دراسة ديموغرافية دورية لتوجيه برامجها بما يتناسب مع احتياجات الفئات المستهدفة.

وبحسب إدارة الجمعية، أظهرت الدراسة أن 45% من المنتسبين تتراوح أعمارهم بين 60 و69 سنة، و35% بين 70 و79 سنة، بينما 20% منهم في الثمانينات فما فوق. وفيما يتعلق بالحالة الاجتماعية، فإن 52% من المنتسبين أرامل، و32% متزوجون، و16% غير متزوجين أو منفصلين.

أكدت نسرين دياب، رئيسة الجمعية، في حديث لمنصة سوريا 24، أن هذه البيانات تعتبر أساسًا لتحديد أولويات التدخل. وتقوم الجمعية بتصنيف الاحتياجات ضمن أربعة محاور رئيسية: صحي، نفسي–اجتماعي، اقتصادي، ولوجستي–خدمي.

في المجال الصحي، تنفذ الجمعية زيارات منزلية تحت إشراف طبيبة مقيمة، وتوفر أدوية مجانية أو مدعومة، بالإضافة إلى تنظيم حملات فحص دوري للأمراض المزمنة مثل ارتفاع الضغط والسكري وأمراض القلب والمفاصل. كما يتم قياس الضغط والسكر يوميًا، وتقديم جلسات دعم نفسي.

أما في البعد الاجتماعي، أوضحت دياب أن الجمعية تنظم أنشطة ترفيهية وثقافية متنوعة، مثل الندوات والرحلات وورش إعادة التدوير، بالإضافة إلى سوق خيري وأنشطة تفاعلية مع فئات عمرية أخرى، كمشروع دمج الأطفال مع المسنين. وتُدار هذه الأنشطة بالشراكة مع جمعيات محلية ومؤسسات رسمية.

اقتصاديًا، تسعى الجمعية إلى توفير دخل بسيط للمنتسبين من خلال برامج تدريبية ومشاريع صغيرة، والتي تُدار أحيانًا ضمن السوق الخيري. كما تم تخصيص صندوق داخلي لدعم تكاليف الأدوية والرعاية.

وفي الجانب الخدمي، ذكرت دياب أن الجمعية توفر رعاية منزلية للعجزة وغير القادرين على التنقل، وتدرب متطوعين محليين على أساسيات الرعاية، مع منحهم شهادات معتمدة من مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل.

تشمل التحديات الرئيسية التي تواجه الجمعية محدودية التمويل، والذي يعتمد على عوائد السوق الخيري ورسوم الدورات والتبرعات الذاتية، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى المسنين في المناطق الريفية (التي تمثل نحو 30% من المنتسبين) بسبب ارتفاع تكاليف النقل وصعوبته، وارتفاع أسعار الأدوية والخدمات الصحية، مما يزيد الضغط على الطلب ويضاعف العبء التشغيلي.

ولمواجهة هذه التحديات، تعتمد الجمعية على شراكات مؤقتة مع مديرية الصحة، وتبرعات أطباء وصيادلة، وإدارة صارمة للموارد لتمكين الفئات الأكثر احتياجًا. ويعتبر المتطوعون، بمن فيهم الكوادر الطبية، العمود الفقري في تنفيذ الأنشطة.

تخطط الجمعية في المرحلة القادمة لتوسيع مركز الرعاية اليومية، وزيادة عدد الأنشطة، وتنويع الشراكات مع منظمات محلية ودولية لتأمين دعم مستدام.

يُشار إلى أن الجمعية تأسست وفقًا للقرار رقم 2212 لعام 2013، ومقرها في مدينة طرطوس، حيث 70% من منتسبيها من المدينة، و30% من الريف المحيط، حسب القائمين عليها.

مشاركة المقال: