افتُتح في مدينة حمص معرض "معتقلون ومغيّبون.. الفن يوثّق والأرشيف يتحدث"، وذلك على المسرح الأرثوذكسي مقر مؤسسة تراثنا. المعرض، الذي تنظمه منصة ذاكرة إبداعية للثورة السورية، يقام برعاية وحضور فنانين وذوي ضحايا ومهتمين بالشأن الثقافي.
يضم المعرض حوالي 200 عمل فني متنوع، تشمل لوحات تشكيلية، صور فوتوغرافية، رسوم، كاريكاتير، وأعمال غرافيتي ولافتات. الأعمال مُرتبة زمنيًا بين عامي 2011 و 2020، بهدف توثيق حالات الاعتقال والاختفاء القسري في سوريا.
أوضحت الفنانة سناء اليازجي، مديرة منصة ذاكرة إبداعية للثورة السورية، في تصريح لمراسلة سانا، أن المنصة تعمل باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، وقد أُنشئت لجمع وتوثيق وأرشفة أشكال التعبير الفني المرتبطة بالثورة السورية خلال السنوات الماضية. وأشارت إلى أن ملف الاعتقال والاختفاء القسري يمثل محوراً أساسياً للعمل منذ خمس سنوات، لارتباطه بإحقاق العدالة وكشف مصير المختطفين.
وأضافت اليازجي أن اختيار حمص كمحطة ثالثة لجولة المعرض يعود إلى ما شهدته المدينة من معاناة وخسائر كبيرة، وإلى رمزية المكان الأثري الذي تتقاطع فيه فكرة ترميم الحجر مع ترميم الذاكرة الإنسانية. وأكدت أن الأعمال المعروضة تشمل مختلف الفنون، بما في ذلك أعمال لفنانين فقدوا حياتهم أو اختفوا أو تعرضوا للاعتقال.
من جهتها، أشارت لمى عبود، مديرة مؤسسة "تراثنا"، إلى أن المعرض يعكس قصة سوريا وواقع مدينة حمص التي فقدت جزءاً من تراثها وعانت كثيراً، وارتبط اسمها بحالات الاعتقال والاختفاء.
ووصف عبد القادر كحيل، أحد الحضور، المعرض بأنه يختصر سنوات طويلة من الألم الذي عاشته آلاف العائلات السورية، مشيراً إلى أن الأعمال تعيد فتح صفحات من الذاكرة وتسرد تجارب المعتقلين والمغيبين عبر الفن.
خلال الافتتاح، قدمت فرقة موزاييك مجموعة أغنيات وجدانية تتناسب مع موضوع المعرض، من بينها "اسمها حمص" و"وحدن بيبقوا" و"بتذكرك بالخريف".
يستمر المعرض حتى الـ 27 من الشهر الحالي، ويُقام يومياً عدا يوم الجمعة في المسرح الأرثوذكسي. وسيواصل المعرض جولته في عدد من المدن السورية، في إطار مشروع منصة ذاكرة إبداعية الهادف إلى أرشفة الإنتاج الفني السوري المرتبط بالثورة وربط الذاكرة البصرية بالوقائع الإنسانية.