الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 01:12 AM

الدفاع المدني السوري يكشف عن إزالة آلاف المخلفات الحربية ويختبر طائرات مسيرة متطورة للكشف عن الألغام

الدفاع المدني السوري يكشف عن إزالة آلاف المخلفات الحربية ويختبر طائرات مسيرة متطورة للكشف عن الألغام

أعلن الدفاع المدني في سوريا عن إنجاز 2370 عملية لإزالة مخلفات الحرب في مختلف المناطق السورية، وذلك منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف تشرين الأول الماضي. وأشار الدفاع المدني إلى أن فرقه المتخصصة قامت بتحديد 900 موقع ملوث بمخلفات الحرب، كما قدمت أكثر من 10 آلاف جلسة توعية للسكان المحليين، استفاد منها حوالي 23 ألف مواطن، من بينهم 20 ألف طفل.

وحذر الدفاع المدني في بيان رسمي من المخاطر الكبيرة التي تنجم عن الاقتراب من الأجسام الغريبة أو الذخائر غير المنفجرة، وشدد على ضرورة تجنب المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة مؤخرًا أو تلك التي تحتوي على مواقع عسكرية وحقول ألغام. كما دعا إلى ضرورة إبلاغ الفرق العاملة في قطاع مكافحة مخلفات الحرب فورًا في حال العثور على أي جسم مشبوه، مع التأكيد على عدم محاولة الاقتراب منه أو تحريكه. وأوضح الدفاع المدني السوري، التابع لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، أنه يعمل على إزالة هذا الخطر القاتل من خلال عمليات المسح والإزالة المتواصلة.

وأكد الدفاع المدني على سعيه الدائم لحماية المدنيين وضمان سلامتهم في منازلهم ومزارعهم، وتأمين طرق عودتهم إلى قراهم، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تنبع من إيمانه الراسخ بحق السوريين في حياة آمنة ومستقبل خالٍ من المخاطر. وأضاف أن مخلفات الحرب تشكل خطرًا كبيرًا يهدد السوريين ومستقبلهم لسنوات طويلة، ويحول حياتهم اليومية إلى معاناة مستمرة، حيث تنتشر مئات الآلاف من الألغام الأرضية والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة في المدن والبلدات والمزارع، كنتيجة لسنوات "القصف العنيف والهجمات الوحشية لنظام الأسد وحلفائه".

طائرة مسيرة للكشف عن مخلفات الحرب

وفي سياق متصل، أجرى المركز الوطني لإزالة الألغام التابع لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، في 16 من تشرين الثاني الحالي، تجربة ميدانية لاختبار طائرة درون "متطورة" مقدمة من الشركة الألمانية "سيتيرا"، وذلك في إطار التعاون التقني الذي بدأ منذ نحو شهرين بهدف إدخال هذه التكنولوجيا المتطورة إلى العمل الميداني في سوريا. وأعلن الدفاع المدني عبر صفحته على "فيسبوك" أن الطائرة التي يتم اختبارها تعتمد على تقنية "الماغنومتر" القادرة على كشف الألغام والذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب حتى عمق ستة أمتار تحت سطح الأرض.

وأضاف أن الطائرة تتميز بقدرتها على تحديد وزن الجسم المكتشف وعمقه بدقة عالية، وتبلغ سرعتها ثمانية كيلومترات في الساعة، مما يمكنها من مسح 10 آلاف متر مربع خلال 35 دقيقة فقط. وأكد الدفاع المدني أن هذه الطائرة تعتبر وسيلة آمنة وعالية السرعة مقارنة بالوسائل التقنية المستخدمة حاليًا في سوريا، مما يجعلها "نقلة نوعية" في العمل الميداني، حيث "تخفض بدرجة كبيرة المخاطر على فرق المسح التقليدية".

وأشار الدفاع المدني إلى أن التجربة واجهت بعض التحديات المتعلقة بظروف المكان، مثل صعوبات في نظام الـ GPS وضعف الإنترنت، وهي "مشكلات متوقعة في بلد مرّ بسنوات طويلة من الحرب وما تزال بنيته التحتية تعمل على التعافي". ومع ذلك، أكد الدفاع المدني أن التجربة حققت هدفها في اكتشاف مخلفات الحرب، مشددًا على إمكانية الاعتماد على هذه التكنولوجيا في أعمال المسح والكشف، مما يعزز فرص إدخالها ضمن المنظومة الوطنية لإزالة الألغام.

مشاركة المقال: