تؤكد الدراسات الحديثة على الأثر العميق الذي يتركه أسلوب تحدث الوالدين مع أطفالهم منذ اللحظات الأولى للولادة على نمو الدماغ وتطوير القدرات العقلية. إن التفاعل مع الطفل بلغة سليمة وصحيحة، كما لو كنت تتحدث مع شخص بالغ، مع إتاحة الفرصة له للتعبير عن نفسه بلغته الخاصة، أمر بالغ الأهمية.
لماذا اللغة الصحيحة مهمة؟
يوفر الحديث بلغة سليمة نماذج لغوية دقيقة تساعد الطفل على:
- تطوير المهارات اللغوية والفهم المبكر للكلمات والجمل.
- تعزيز القدرات المعرفية مثل الانتباه والذاكرة وحل المشكلات.
- بناء قاعدة قوية للتفكير المنطقي والتواصل الاجتماعي في المستقبل.
تجنب لغة الأرانب أو الكلمات المبتذلة
الكلمات المختصرة أو المعدلة مثل "يا كوتي كوتي" أو "بيييييو" لا تقدم للطفل أي فائدة معرفية. فهي، بالإضافة إلى كونها عديمة المعنى، لا تساعد الدماغ على التعرف على بنية اللغة أو القواعد. لذلك، يُنصح بترك الطفل يستخدم لغته الخاصة في التعبير، مع الاستمرار في التحدث معه بلغة صحيحة وسليمة.
كيفية تطبيق ذلك عمليًا
- تحدثي مع طفلك عن الأشياء من حوله: "هذه التفاحة حمراء"، "سنغسل يديك الآن".
- اطرحي أسئلة بسيطة تشجعه على التفكير: "هل تريد اللعب بالكرة أم بالكتاب؟"
- اقرئي له قصصًا بلغة سليمة، حتى لو لم يفهم كل الكلمات، لأن دماغه يتعلم الإيقاع والأصوات وبنية الجملة.
خلاصة
إن التحدث مع الطفل بلغة صحيحة منذ الولادة ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو تدريب مستمر للدماغ، يعزز الذكاء والقدرات العقلية والمهارات اللغوية المستقبلية. دعي دماغ طفلك "يتنفس" ويستوعب اللغة بطريقة طبيعية وسليمة، فهو أساس نمو معرفته وذكائه المستقبلي.