الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 08:48 PM

تفشي اللشمانيا يهدد حياة سكان مخيمات ريف الرقة مع نقص حاد في الخدمات الصحية

تفشي اللشمانيا يهدد حياة سكان مخيمات ريف الرقة مع نقص حاد في الخدمات الصحية

تتفاقم معاناة مئات المدنيين المصابين بمرض اللشمانيا في المخيمات العشوائية بريف الرقة الشرقي، في ظل ظروف معيشية قاسية ونقص حاد في الخدمات الصحية. يواجه السكان تحديات متعددة، بدءًا من صعوبة الحصول على العلاج وارتفاع تكاليفه، وصولًا إلى توقف معظم المنظمات الإنسانية التي كانت تمثل مصدر الدعم الطبي الرئيسي في المنطقة.

داخل هذه المخيمات، التي تتكون خيامها من قطع مهترئة من الشوادر والبلاستيك، ترتفع معدلات الإصابة بشكل ملحوظ، خاصة بين الأطفال. يساهم تلوث البيئة، وانتشار المستنقعات، وغياب إجراءات المكافحة في توسع رقعة المرض، في حين يفتقر الأهالي إلى وسائل الوقاية أو القدرة على زيارة المراكز الصحية.

يقول خالد، أحد سكان المخيمات، لمراسل: "نقطع أكثر من 20 كيلومترًا بحثًا عن جرعة علاج واحدة، وفي أغلب الأحيان نعود دون جدوى؛ إما أن الدواء غير متوفر، أو أن سعره يفوق قدرتنا على الشراء".

أما أمينة، وهي أم لطفلين مصابين باللشمانيا، فتصف جانبًا آخر من المعاناة: "اضطر زوجي لبيع مدفأة الشتاء لتوفير جرعتين فقط. أخبرنا الطبيب أننا بحاجة إلى جلسات إضافية، لكننا لا نملك ثمنها".

مع توقف غالبية المنظمات الطبية عن العمل، أصبح العلاج عبئًا ثقيلًا على العائلات، حيث يحتاج المصاب إلى جلسات متعددة ودواء نادر الوجود في الصيدليات المحلية. في المقابل، لم تنشئ الجهات المحلية حتى الآن مراكز علاجية متخصصة، كما لم تُطلق حملات رش لمكافحة ذبابة الرمل الناقلة للمرض، مما ساهم في توسع واضح لبؤر الإصابة داخل المخيمات والتجمعات السكانية القريبة.

يحذر محمود السالم، وهو ناشط يعمل في المجال الإغاثي، من اتساع نطاق العدوى: "تجاهل هذا الملف يهدد بموجة أكبر من الإصابات. الفقر يدفع الأهالي لوضع الطعام والماء في مقدمة أولوياتهم، حتى لو كان المرض يترك آثارًا دائمة على أطفالهم".

مع استمرار غياب الدعم الإنساني وضعف البنية الصحية، يجد المصابون وأسرهم أنفسهم في مواجهة مباشرة مع المرض دون أي دعم طبي فعال. وبحسب تقديرات ميدانية، تتجه أزمة اللشمانيا في ريف الرقة نحو مزيد من التعقيد، ما لم يتم التدخل العاجل للحد من انتشار هذا الوباء الصامت وتأمين الحد الأدنى من الرعاية اللازمة للمخيمات المتضررة.

مشاركة المقال: