الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 06:48 PM

مسلسل "الخروج إلى البئر": نظرة على فساد وظلم سوريا في رمضان 2026

مسلسل "الخروج إلى البئر": نظرة على فساد وظلم سوريا في رمضان 2026

تستعد الدراما السورية لموسم رمضاني لافت في عام 2026 مع مسلسل "الخروج إلى البئر"، وهو مشروع درامي ضخم يستند إلى نص للكاتب سامر رضوان. يستوحي المسلسل مرحلة اعتقالات سجن صيدنايا عام 2008 دون تجسيدها بشكل مباشر، ويفتح ملفات الفساد والظلم والتحولات الاجتماعية التي عصفت بالمجتمع السوري.

تدور أحداث المسلسل في حبكة معقدة يتم تصويرها بين بيروت ودمشق وأربيل. كتب سامر رضوان هذا المسلسل قبل سقوط نظام بشار الأسد، ليحاكي فترة الاستعصاءات في سجن صيدنايا التي وقعت عام 2008. لم يجرِ رضوان تعديلات على المسلسل بعد سقوط النظام، لأنه لا يتطرق إلى خفايا السجن، بل إلى مرحلة مستوحاة من تلك المدة ضمن خطوط اجتماعية عدة.

تنتج شركة "ميتافورا" القطرية هذا العمل، وكانت قد استحوذت على النص قبل أكثر من عام، وكان من المفترض أن يكون ضمن الخريطة الرمضانية للعام الماضي، لكنه تأجل ليكون على مائدة رمضان 2026. وقد انطلق تصوير المسلسل في أحد أحياء الأشرفية (بيروت) تحت إدارة المخرج محمد لطفي، وبطولة النجم السوري جمال سليمان واللبنانيين كارمن لبس ويوسف حداد، بالإضافة إلى مجموعة من النجوم السوريين. وقد تنقلت كاميرا لطفي بين مناطق لبنانية عدة من بينها جونية والبترون ومناطق أخرى.

يحمل صنّاع المشروع مسؤولية كبيرة، إذ أن تحويل نص لسامر رضوان إلى منتج تلفزيوني ليس سهلاً. رضوان، الذي لامس الواقع السوري في حكاياته عبر أعمال مثل "الولادة من الخاصرة" و"دقيقة صمت"، يمتلك من الجرأة ما يكفي لقول ما لا يستطيع أحد قوله. ورغم أن آخر أعماله، "ابتسم أيها الجنرال" (2023)، واجه صعوبات في عرضه، إلا أن صنّاع "الخروج إلى البئر" يحاولون الإفادة من أخطاء العمل السابق لتقديم عمل متكامل.

توسع "ميتافورا" إنتاجها بثلاثة أعمال سورية، ويقول أسامة الحمد، المنتج المنفذ في "ميتافورا": "نقدم في رمضان المقبل ثلاثة مسلسلات سورية: الأول هو "الخروج إلى البئر"، و"السوريون الأعداء" (مقتبس عن رواية فواز حداد)، والموسم الثالث من "ما اختلفنا".

يشرح الحمد أن مسلسل "الخروج إلى البئر" كان من المفترض أن يعرض في رمضان الماضي، لكنه تأجل لشهر الصوم المقبل. وينفي أن العمل يتناول سجن صيدنايا بشكل عام، بل يتوقف عند الاستعصاءات التي شهدها السجن عام 2008. لا يروي العمل قصة حقيقية لكنه مبني على أحداث حصلت قبل 18 عاماً، ويتوقف عند تطورات اجتماعية مترابطة في السجن وخارجه. وسيصور بين دمشق وبيروت ومدينة أربيل في العراق.

يجسد مازن الناطور دور "أبو الحارث" الذي يعاني مع صهره. أما "السوريون الأعداء" فيُعدّ من أهم الأعمال، ويجمع نخبة الكتاب والمخرج الليث حجو، ليتوقف عند صراع الإخوة السوريين. ويعود مسلسل "ما اختلفنا" بلوحاته الكوميدية الساخرة التي ستصور بين دمشق وبيروت".

من جانبه، يلفت الممثل السوري مازن الناطور إلى أنه سيطل في "الخروج إلى البئر" بدور "أبو الحارث" الذي يعاني مع صهره، زوج ابنته خلود (جفرا يونس)، المتورط في قضايا فساد. وعن أهمية تصوير تلك المرحلة في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد، يجيب: "كل إنسان وطني يجب أن يتحدث عن تلك الحقبة. إنه واجب أخلاقي".

أما الممثلة جفرا يونس، فتلفت إلى أنها تطل بشخصية خلود، قائلة: "النص قوي يذكرني بالنصوص السورية القديمة التي يحن إليها المشاهد. المسلسل عبارة عن شخصيات بطولية محورية. شخصيتي حيوية، كلها طاقة وتمرد".

بالنسبة إلى المخرج محمد لطفي، فإن "الخروج إلى البئر" يحمله مسؤولية كبرى لأن سامر رضوان من أهم الكتاب: "سامر رجل متفرد يغرد خارج السرب. في هذا العمل عقدنا اجتماعات وورشات عمل مع سامر رضوان. العمل مسؤولية لأنه يتحدث عن فترة زمنية معينة في سوريا، ونحاكيها بحكاية سامر الخيالية. يلعب جمال سليمان دور البطل بشخصية سلطان، وهو الأساس الذي تتفرع منه باقي الحكايات. نحكي حكايات الناس الذين لا زالوا يتألمون إلى اليوم".

مشاركة المقال: