الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 07:31 PM

عبد الرزاق معاذ يكشف: دمشق مدينة قائمة منذ العصر الحجري وتاريخها الحضاري العريق

عبد الرزاق معاذ يكشف: دمشق مدينة قائمة منذ العصر الحجري وتاريخها الحضاري العريق

في محاضرة تراثية توثيقية ألقاها في المكتبة الوطنية بدمشق، استعرض المؤرخ والباحث في التاريخ عبد الرزاق معاذ، تاريخ مدينة دمشق العريق، وذلك بعد تقديمها في جامعة طوكيو، ضمن مشروع يهدف لتوثيق تاريخ المدينة وتسليط الضوء على رحلتها ككيان حضاري شاهد على الاستمرار العمراني.

أوضح معاذ أن دمشق، المدينة المأهولة منذ أكثر من عشرة آلاف عام، لا تزال تحكي قصصاً وتنسج سلسلة من الوثائقيات حول الحضارات المتعاقبة التي مرت على هذه البقعة الجغرافية. وأشار إلى أن كل شعب استوطن هذه البلاد ترك أثراً معيناً وإرثاً فريداً، مؤكداً أن هذا الموروث هو جوهر محاضرته، حيث أن جمال هذا البلد المتراكم على مر آلاف السنين أدهش كل من سمع عنه أو شاهده.

كما استعرض معاذ، الذي شغل منصب المدير السابق للآثار والمتاحف، موسوعة ابن عساكر المعروفة، والتي أرّخ فيها مدينة دمشق في ٨٠ مجلداً، وخصص أحد هذه المجلدات للحديث عن أبرز معالم دمشق. وأكد أن دمشق موجودة منذ العصر الحجري، خاصة بعد ذكرها في العديد من المخطوطات القديمة والرقيمات المكتشفة في إيبلا، لتصبح فيما بعد عاصمة المملكة الآرامية ثم عاصمة الأمويين، مما جعلها أقدم مدينة مأهولة بشكل متواصل.

وأشار إلى أن الجامع الأموي يشكل الركيزة الأساسية في العمران الدمشقي، مستعرضاً دوره الديني البارز وجمال تصميمه، الأمر الذي جعل دراسته والبحث في تاريخه وتصاميمه وموقعه موضوعاً شيقاً للباحثين والعلماء في التاريخ والآثار حول العالم.

وتطرق معاذ إلى أبرز التغييرات التي طرأت على المدينة منذ آلاف السنين، مستعرضاً أبرز المخططات والمشاريع التي كان لها دور بارز في تشويه المدينة وتقسيمها، ومن نتائج تلك المشاريع ما نراه اليوم في سوق ساروجة الذي أدى إلى اختفاء الكثير من معالم المدينة.

وفي ختام حديثه، حثّ الجهات العامة والخاصة والمجتمع المحلي على توثيق تاريخ هذه المدينة والاعتناء به، انطلاقاً من فكرة أن هذه المهمة ليست أثرية فحسب، بل هي مهمة إنسانية ومعرفية تتطلب تضافر الجهود للحفاظ على الهوية الحضارية والتاريخية.

مصعب أيوب

مشاركة المقال: