الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 06:28 PM

جريمة مروعة في النمسا: تفاصيل جديدة حول مقتل سورية وابنتها والعثور على الجثتين في ثلاجة

جريمة مروعة في النمسا: تفاصيل جديدة حول مقتل سورية وابنتها والعثور على الجثتين في ثلاجة

كشفت الشرطة النمساوية، يوم الثلاثاء الموافق 18 تشرين الثاني، عن تفاصيل جديدة في قضية مقتل امرأة سورية تبلغ من العمر 34 عامًا وابنتها البالغة من العمر 10 سنوات.

أفادت الشرطة أنها ألقت القبض على شقيقين نمساويين للاشتباه في تورطهما في هذه الجريمة المزدوجة التي أودت بحياة الأم وابنتها. ووفقًا لصحيفة "krone" النمساوية، عثرت الشرطة على الجثتين في 14 تشرين الثاني الحالي داخل ثلاجات تجميد في شقة بمدينة إنسبروك.

بدأت التحقيقات بعد تلقي بلاغ عن اختفاء الأم وابنتها، وهما من أصول سورية، في تموز 2024، بعد عودتهما من مدينة دوسلدورف الألمانية.

أوضحت رئيسة مكتب التحقيقات الجنائية بالولاية، كاتيا تيرش، في مؤتمر صحفي، أن زميلًا للمجني عليها في العمل، يبلغ من العمر 55 عامًا، أصبح المشتبه به الرئيسي بسبب علاقته الوثيقة بالضحية وتحركات مالية مريبة وأنماط سلوكية مشبوهة.

قادت التحقيقات الشرطة إلى مخزن وُجدت فيه مجمدة جديدة، والتي أصبحت محورًا أساسيًا في التحقيقات. وبعد مراقبة مكثفة وتحقيقات دولية، تم تحديد مكان الجثتين داخل مجمدات في شقة يقطنها شقيق المشتبه به الرئيسي، البالغ من العمر 53 عامًا.

أثناء تفتيش المنزل، اكتُشفت الرفات البشرية مخبأة خلف جدار جبسي أُنشئ خصيصًا لإخفائها، بحسب تيرش.

بدأت التحقيقات بناءً على بلاغ من ابن عم الضحية، كما أوضح مدير شرطة الولاية، هيلموت توماك. وادعى زميل العمل (المشتبه به الرئيسي) أن الأم وابنتها سافرتا في رحلة طويلة بعد استقالة الضحية من عملها، إلا أن الشكوك تعاظمت مع مرور الوقت.

كشفت رئيسة مكتب التحقيقات أن المشتبه به الرئيسي كان الوحيد الذي يعرف بخطط سفر الأم وابنتها إلى تركيا لزيارة الأقارب. وأظهر فحص هاتف المجني عليها، الذي تُرك في الشقة، أنه لم تجر منه أي مكالمات بعد 21 تموز 2024، واقتصر النشاط على إرسال رسائل من حساب الضحية، مثل رسالة إنهاء عقد العمل، دون إرسال أي رسالة باللغة العربية.

أكدت الشرطة أن الشقيقين، وهما مواطنان نمساويان يبلغان من العمر 55 و53 عامًا، قيد الحبس الاحتياطي في سجني إنسبروك وسالزبورغ منذ تموز الماضي.

اعترف المشتبه به الرئيسي بأفعال التستر على الجريمة وإخفاء الجثث، لكنه أنكر نية القتل، مدعيًا أن ما حدث كان حادثًا. كما أقر شقيقه (53 عامًا) بمشاركته في التستر، لكنه نفى علمه بوقوع جريمة قتل.

أفاد المتحدث باسم النيابة العامة في إنسبروك، هانس يورغ ماير، أن المشتبه به الرئيسي أفصح عن مكان الجثث خلال استجوابه. وأشار ماير إلى أن المشتبه بهما بذلا جهودًا كبيرة لإخفاء جريمتهما على مدى أشهر، بما في ذلك شراء مجمدتين ووضعهما في مستودع، ثم إلغاء العقد بعد فترة وجيزة.

أكدت تيرش وماير أن سبب الوفاة لم يتحدد بشكل نهائي بعد، بسبب حالة الرفات المتأخرة وتحللها، مشيرين إلى أن المزيد من الفحوصات ضرورية للتوصل إلى نتائج قاطعة بشأن ملابسات الوفاة وكيفية وقوعها.

يشكل السوريون في النمسا واحدة من أكبر الجاليات اللاجئة، ويقدر عددهم بنحو 95 ألفًا، غالبيتهم استقروا في فيينا. ورغم تحسن اندماجهم نسبيًا، تواجه الجالية توترات متزايدة مع بدء الحكومة النمساوية مراجعة ملفات الحماية وتعليق بعض الإجراءات المتعلقة باللجوء ولم الشمل. وتثير السياسات الجديدة مخاوف لدى اللاجئين في ظل غياب ضمانات للعودة الآمنة إلى سوريا.

مشاركة المقال: