دمشق-سانا: شهدت القاعة متعددة الاستعمالات في دار الأوبرا بدمشق مساء اليوم حضوراً جماهيرياً غفيراً من محبي الموسيقا الشرقية الأصيلة، الذين أتوا للاستمتاع بباقة متنوعة من القوالب الموسيقية الآلية والأغاني الطربية التي قدمتها فرقة لونغة الموسيقية.
القوالب الآلية: أساس الأمسية
افتتحت الأمسية بعزف لمجموعة من القوالب الآلية التي تعتبر جوهر الموسيقا الشرقية. تحت قيادة عازف الكمان المثنى علي، قدمت الفرقة مقطوعات من السماعي، والبشرف، واللونغا، والتحميلة، وهي قوالب تظهر مهارة العازف وعمق اللحن.
تضمن القسم الأول أعمالاً مثل سماعي نهوند، ولونغا حجاز (العيد)، وبشرف بوسليك (حلم)، بالإضافة إلى سماعي بوسليك (حسرة) وتحميل بوسليك (نار الأناضول)، في عرض جمع بين الأصالة التقليدية والارتجال.
أكد المثنى علي خلال الحفل على قدرة الموسيقا الآلية على التعبير عن مشاعر ومعانٍ عميقة تضاهي الغناء، مشيراً إلى أن القوالب الشرقية تحمل في طياتها تاريخاً موسيقياً عريقاً وجغرافيا غنية بالإيقاعات والتراكيب.
ختام غنائي وتفاعل الجمهور
اختتمت الأمسية بقسم غنائي تفاعل معه الجمهور، حيث استمتعوا بأغانٍ مثل سهر الليالي لفيروز، وكان يا ما كان لميادة الحناوي، ووحياتي عندك لذكرى. كما قدم ضيف الحفل محمود الحداد أغنية إنت الحب لام كلثوم.
يذكر أن الأمسية ارتكزت على قوالب شرقية أساسية، حيث تبرز اللونغا مهارة العازف، بينما يمنح البشرف افتتاحية فخمة ببنيته القائمة على الخانات والتسليم، في حين تعتمد التحميلة على حوار ارتجالي بين الآلة والفرقة، ويبقى السماعي من أكثر القوالب حضوراً وشهرة في التراث الموسيقي.