الخميس, 20 نوفمبر 2025 04:12 PM

بطلب سعودي: ترامب يعلن عن مساعٍ لإنهاء الحرب في السودان

بطلب سعودي: ترامب يعلن عن مساعٍ لإنهاء الحرب في السودان

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، عن نيته البدء في العمل على إنهاء الحرب في السودان، وذلك بعد طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للمساعدة في وقف النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.

وخلال مشاركته في منتدى أميركي-سعودي للأعمال، صرح ترامب بأن "سمو الأمير يريد مني القيام بشيء حاسم يتعلق بالسودان"، موضحاً أنه لم يكن يعتزم التدخل في الملف السوداني لاعتقاده بأن الوضع هناك "فوضوي وخارج عن السيطرة".

وأضاف الرئيس الأميركي: "لكنني أرى مدى أهميته بالنسبة إليكم ولعدد كبير من أصدقائكم في القاعة، سنبدأ العمل على ملف السودان"، مشيراً بذلك إلى تأثره بعلاقته الوثيقة مع ولي العهد السعودي، الذي استقبله بحفاوة في البيت الأبيض الثلاثاء.

يُذكر أن ترامب لم يركز في السابق على النزاع السوداني، مفضلاً التطرق لقضايا غزة وأوكرانيا، ضمن مساعيه للفوز بجائزة نوبل للسلام.

وتشارك السعودية والولايات المتحدة والإمارات ومصر في "المجموعة الرباعية" التي تسعى للتوصل إلى حل للأزمة السودانية، إلا أن جهودها لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم ملموس على الأرض، وسط استمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وخلال الأسبوع الفائت، أعلن وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني محيي الدين سالم أن الحكومة السودانية لا تعترف بما يسمى مجموعة الرباعية، موضحاً أن تشكيلها لم يصدر بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي أو أي هيئة أممية، وبالتالي فهي لا تحظى بوضع رسمي لدى الخرطوم.

هذا الموقف جاء بعد أيام فقط من إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على هدنة إنسانية اقترحتها دول الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.

ورغم ذلك، شدد سالم على أن السودان يفضل التعامل مع هذه الدول بصورة ثنائية مباشرة، مؤكدًا أن علاقاته مع القاهرة والرياض وواشنطن تسير في إطار تفاهمات متبادلة بعيدًا عن أي صيغة جماعية غير رسمية.

وجاءت تصريحات الوزير عقب اجتماع ثلاثي في مدينة بورتسودان جمعه بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر.

كما تطرق الاجتماع إلى ملف المرتزقة الأجانب الذين تستعين بهم قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أنهم ينحدرون من كولومبيا ودول في غرب إفريقيا وبعض دول الجوار.

ودعا الوزير إلى التعامل مع هذه المسألة بجدية في إطار القانون الدولي والقانون الإنساني.

وفي لهجة شديدة، وصف وزير الخارجية السوداني ما يجري في بلاده بأنه "غزو مباشر" يتخلله قتل وسحل ونهب، معتبرًا أن المجتمع الدولي إذا أراد فهم الأزمة السودانية "فعليه أن يسمي الأمور بأوصافها الحقيقية".

ورأى أن زيارة المسؤول الأممي توم فليتشر "قد تشكل بداية لتحركات جدية على الأرض"، مشددًا على أن الخرطوم ستواصل جهودها لإخراج المليشيات والمرتزقة من السودان.

كما التقى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في بورتسودان، وأشار فليتشر إلى أن المحادثات جاءت في إطار السعي لضمان حرية الحركة والتمويل الضروري لفرق الأمم المتحدة، مؤكدا أنه يعمل على "وقف الفظائع ودعم جهود السلام" منذ وصوله إلى البلاد.

منذ اندلاعها في نيسان/أبريل 2023، خلّفت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عشرات آلاف القتلى، وتسبّبت بنزوح نحو 12 مليون شخص داخلياً وخارجياً، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الجمعة، من استمرار الانتهاكات الخطيرة في السودان، مؤكّدًا أن البلاد "تعيش حربًا بالوكالة للسيطرة على مواردها الطبيعية".

وأشار تورك إلى أن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر تزامنت مع "ارتكاب جرائم واسعة النطاق، تشمل الإعدامات على أساس عرقي، والاغتصاب الجماعي، والخطف، والاعتقالات التعسفية، والاعتداء على المنشآت الطبية"، واصفًا هذه الأعمال بأنها "فظائع صادمة".

وأوضح المسؤول الأممي أن المجتمع الدولي "يتظاهر بالاهتمام لكنه قليل الفعل"، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات مباشرة ضد الأفراد والشركات التي تسهم في تأجيج النزاع واستغلاله.

كما حذّر من تصاعد العنف في إقليم كردفان، حيث تتعرض بعض المناطق للقصف والحصار، ويُجبر السكان على مغادرة منازلهم قسرًا، مؤكدًا أن مكتب حقوق الإنسان يتابع الوضع ميدانيًا، وموجّهًا رسالة واضحة لكل أطراف النزاع: "نحن نراقبكم".

وفي هذا السياق، وصف مبعوث الرئيس الأميركي إلى إفريقيا، مسعد بولص، الحرب في السودان بأنها "أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم"، مؤكداً الحاجة الملحة لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة. (EURONEWS)

مشاركة المقال: