الأحد, 23 نوفمبر 2025 11:56 AM

دير الزور: الخوف والفقر يهددان الشباب وخطر داعش لا يزال قائماً

دير الزور: الخوف والفقر يهددان الشباب وخطر داعش لا يزال قائماً

عمر عبدالرحمن ـ دير الزور

يعيش أحمد، الشاب من بلدة السوسة بريف دير الزور، حياة متأرجحة بين الحاجة المادية والقلق من المستقبل المجهول. يبدأ يومه بالتأكد من سلامة عائلته قبل أن يخرج للعمل في مهام بسيطة بالكاد تكفي لتأمين قوت يومهم. يقول أحمد، وهو اسم مستعار لشاب من ريف دير الزور الشرقي، لنورث برس: "نشعر بالخوف كل يوم. على الرغم من العمليات الأمنية الدورية، إلا أن داعش لا يزال يحاول العودة. نسمع ونرى بين الحين والآخر عن هجمات، وهذا يزيد من شعورنا بعدم الأمان".

الحياة ليست سهلة بالنسبة لأحمد. فغياب الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والصحة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة، جعل الكثير من الشباب في منطقته عرضة للتجنيد من قبل التنظيمات المتطرفة، وفقاً لشهادات من المنطقة. ويضيف: "غياب فرص العمل والتوعية اللازمة يجعل الشباب فريسة سهلة لداعش. لو توفرت هذه الأمور، إلى جانب زيادة العمليات الأمنية والاستخباراتية، لتقلصت نشاطاتهم. فالعمليات الأمنية وحدها لا تكفي".

واقع دير الزور: بين الفقر والخطر

تشهد دير الزور اليوم تزايداً مستمراً في النشاطات "الإرهابية"، على الرغم من انتهاء سيطرة داعش على المنطقة. تشمل العمليات اغتيالات وهجمات على نقاط تفتيش ومقرات لقوات سوريا الديمقراطية والأمن الداخلي، واستهداف المدنيين أحياناً، مما يزيد من شعور السكان بعدم الأمان. يقول ناصر علي، وهو أيضاً اسم مستعار لموظف مدني في الإدارة الذاتية بدير الزور، لنورث برس: "خلايا داعش لا تزال موجودة، والعمليات تتزايد بشكل مقلق. الفكر المتطرف ما زال موجودًا بين الشباب الذين يفتقرون للتوعية وفرص العمل، مما يجعلهم عرضة للتجنيد. بالإضافة إلى ذلك، هناك مناطق يصعب على القوات السيطرة عليها، فتتحول إلى ملاذ آمن للتنظيم".

ويضيف ناصر أن الحلول تتطلب مزيجاً من الجهود الأمنية والاجتماعية: تعزيز التعاون الاستخباراتي بين القوات المحلية والتحالف الدولي، وزيادة النشاط الأمني في المناطق الأكثر تضرراً، بالإضافة إلى برامج تنموية لتوفير بدائل للشباب عن الانخراط في التنظيمات المتطرفة.

وفي ليلة الجمعة، قالت الأسايش في بيان إن "نقاط تابعة لها تعرضت لهجومين متزامنين في ريف دير الزور الشرقي، نفذتهما خلايا إرهابية تسعى باستمرار لزعزعة الأمن والأمان ونشر الفوضى".

تأثير الهجمات على المجتمع المدني

تصف سارة، وهي ناشطة نسوية من دير الزور، أثر هجمات "داعش" على حياتها اليومية بقولها: "أصبحنا نخاف من الخروج خاصة في الليل. أغلب الناس لا يخرجون إلا للضرورة القصوى خوفًا من الهجمات. المحلات التجارية تغلق أبوابها، ما يزيد البطالة ويزيد معاناة الناس. نحن بحاجة إلى حماية حقيقية وفرص أفضل للجميع".

بدوره، يقول قيادي في قوى الأمن الداخلي بدير الزور، لنورث برس: "منذ بداية الشهر الثامن، شهدت دير الزور أكثر من 23 هجمة ضد قواتنا والمنظمات الإنسانية والمؤسسات المدنية، أسفرت عن ضحايا وأضرار مادية". ويشير إلى أن الحل لا يكمن فقط في الحملات الأمنية، بل في تطوير التعاون مع المجتمع المحلي، وزيادة الوعي حول مخاطر "داعش"، إلى جانب برامج تنموية للشباب لتوفير بدائل حقيقية لهم عن الانخراط في التطرف.

ويجمع السكان على أن الخطر الذي يشكله "داعش" في دير الزور مستمر، ويستلزم استجابة شاملة تجمع بين الجانب الأمني والاجتماعي والاقتصادي. فتحسين الظروف المعيشية، وتوفير فرص العمل، وتعزيز التوعية يمكن أن يحد من تجنيد الشباب ويخلق بيئة أكثر أماناً واستقراراً.

ويبقى الأمل معلقاً على قدرة المجتمع المحلي والدولي على التعاون والعمل المشترك لبناء مستقبل أفضل لسكان دير الزور، حيث يمكن للمدنيين أن يعيشوا بعيداً عن الخوف ويستعيدوا حياتهم الطبيعية وسط استقرار وأمن مستدامين.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: