الأحد, 23 نوفمبر 2025 11:32 AM

إدلب تطلق حملة تشجير واسعة: هل تنجح في استعادة الخضرة المفقودة ومواجهة الجفاف؟

إدلب تطلق حملة تشجير واسعة: هل تنجح في استعادة الخضرة المفقودة ومواجهة الجفاف؟

أطلقت محافظة إدلب، بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في الحكومة السورية، اليوم الأحد، حملة تشجير واسعة النطاق تحت شعار "معاً لنعيد إدلب خضراء". تهدف هذه الحملة إلى التصدي للتحديات البيئية الكبيرة التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها تدهور الغطاء النباتي نتيجة لعمليات التحطيب والتدمير التي استهدفت المساحات الخضراء خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تفاقم مشكلة الجفاف.

تأتي هذه المبادرة كمحاولة جادة لإصلاح الأضرار البيئية البالغة التي لحقت بالمحافظة، حيث شهدت المنطقة عمليات تحطيب واسعة النطاق للأشجار خلال الحملات العسكرية التي شنها النظام البائد على شمال سوريا بين عامي 2019 و2020. وقد أدت هذه العمليات إلى تدمير مساحات شاسعة من كروم الزيتون والفستق الحلبي والأشجار المثمرة الأخرى، التي تعتبر أساس الاقتصاد الزراعي في المنطقة. كما يضاف إلى هذه التحديات ارتفاع معدلات الجفاف وانخفاض مستوى هطول الأمطار، مما يهدد الأمن الغذائي والاستقرار البيئي.

أهداف الحملة وتفاصيلها

أوضح محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، أن الحملة تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي وزيادة المساحات الخضراء، وتحسين الوضع البيئي والزراعي في مختلف مناطق المحافظة، بالإضافة إلى حماية البيئة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وستشمل الحملة زراعة الأشجار على مداخل المدن والطرقات والحدائق العامة والمناطق الحراجية، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات توعوية تستهدف المدارس والمجتمع المحلي، بهدف ضمان مشاركة واسعة وتعزيز الوعي البيئي.

من جهته، أعرب المزارع أبو إحسان من ريف إدلب الشرقي عن قلقه بشأن حجم الكارثة التي يواجهها المزارعون في المنطقة، مشيراً إلى الحاجة الماسة لدعم الحكومة ووزارة الزراعة، وهو الدعم الذي لم يتلقوه حتى الآن. وانتقد أبو إحسان عدم شمول الحملة لمساعدة المزارعين الذين تضررت كرومهم نتيجة للتحطيب.

ويروي أبو إحسان، الرجل الستيني، كيف تكبد خسائر فادحة نتيجة للنزوح وتدمير مرافق الري في مزرعته، مما جعله عاجزاً عن ري كرم الزيتون الذي دمرت ميليشيات النظام البائد ثلثيه. وأشار مراسلنا إلى أن الكروم المحطبة، وفي بعض الأحيان المحروقة، تمتد على مئات الهكتارات في أرياف إدلب الشرقية والجنوبية، مما يدفع المزارعين للمطالبة بالدعم في استعادة الغطاء النباتي الذي يعتبرونه أكثر أهمية في الوقت الحالي من الأشجار الحراجية، على الرغم من أهميتها.

وفي سياق متصل، عقد مدير الزراعة في المحافظة، مصطفى موحد، اجتماعاً تحضيرياً لوضع خطة تنفيذية متكاملة للحملة. وركز الاجتماع على تحديد الأولويات وآليات المتابعة والتنسيق بين الفرق الميدانية لضمان نجاح الحملة. ودعا المحافظ أبناء المحافظة من مؤسسات رسمية وأهلية وطلاب وشباب إلى المشاركة الفاعلة في الحملة، مؤكداً على أن هذا التعاون يشكل "ركيزة أساسية لإنجاح الجهود الوطنية" الرامية إلى تحسين البيئة والحد من التدهور في الموارد الطبيعية.

وتجدر الإشارة إلى أن حملة التشجير هذه ليست المبادرة الوحيدة من نوعها في المحافظة، بل تأتي في إطار سلسلة من المبادرات المجتمعية التي تشهدها المنطقة. فقد سبق أن أُطلقت حملة "النظافة مسؤوليتنا" في السادس من نوفمبر الجاري، برعاية المحافظة ومشاركة فعاليات المجتمع المدني.

مشاركة المقال: