الأحد, 23 نوفمبر 2025 06:36 PM

من حلب: "موصياد" تطلق منصة للتعاون الاقتصادي والاستثماري السوري التركي

من حلب: "موصياد" تطلق منصة للتعاون الاقتصادي والاستثماري السوري التركي

في قاعة فندق شيراتون بمدينة حلب، استضافت جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين التركية "موصياد"، عبر فرعها في غازي عنتاب، اجتماعاً ضمن برنامج الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين سوريا وتركيا.

يهدف الاجتماع إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وإحياء الشراكات التاريخية، وشهد حضوراً من رجال الأعمال والمستثمرين وممثلي الجهات الاقتصادية من الجانبين، لبحث سبل إعادة إحياء التعاون الاقتصادي وخلق شراكات استثمارية تدعم إعادة الإعمار والتنمية.

أوضح الدكتور محمود مصطفى، رئيس جمعية "موصياد" في حلب، أن الدعوة للاجتماع جاءت كون غازي عنتاب احتضنت الكثير من السوريين بعد اسطنبول. وأشار إلى أن الجمعية هي أكبر تجمع للصناعيين والتجار في تركيا، حيث يبلغ عدد أعضائها أكثر من 14 ألف عضو ولها أكثر من 100 نقطة ارتباط حول العالم، وتمثل أكثر من 30% من حجم الصادرات التركية، مؤكداً أهمية نقل التجربة الاقتصادية إلى سوريا وتعزيز الروابط التي تثمر عن اتفاقات إيجابية.

أكد محمد سعيد شيخ الكار، رئيس غرفة تجارة حلب، أهمية اللقاء في تعزيز المفاوضات للوصول إلى شراكات تجارية وصناعية بين البلدين، مبيناً أن الشركات العملاقة في تركيا تمثل فرصة للاستفادة من خبراتها وبناء التشبيك الذي يحقق الربح للطرفين. وأضاف أن المرحلة القادمة التي يسير فيها الاقتصاد السوري نحو السوق الحر تتطلب البدء بالاستثمارات والتطوير التي تدر الربح، مع التأكيد على تطوير القطاعات وتعديل قوانين التبادل التجاري وإصلاح البنية التحتية بعد سنوات الحرب.

نوه عماد طه القاسم، رئيس غرفة صناعة حلب، إلى أن الاجتماع سبقه لقاء مصغر لتبادل الخبرات بين حلب وغازي عنتاب، وأن اجتماع اليوم يهدف إلى تقليص الفجوة بين البلدين وتعزيز الثقة من خلال التشاركية بين الصناعيين الأتراك والحلبيين، مبيناً أن صناعيي حلب بحاجة للتواصل الخارجي المفقود منذ 15 عاماً وتشجيعهم للاشتراك في المعارض الخارجية لتعزيز المنتج الوطني.

أوضح معمر هاكان، القنصل العام التركي في حلب، أن غازي عنتاب وحلب قدرهما مشترك، حيث احتضنت ولاية غازي عنتاب السوريين خلال الحرب، وحققت تنمية جيدة في المجالات الاقتصادية، مبرزاً دور الصناعيين والتجار الحلبيين في ذلك، ومؤكداً أن حلب ستعود لمكانتها الاقتصادية من خلال بناء الشراكات الاستراتيجية بين البلدين وتطوير القطاعين التجاري والصناعي.

أشار السيد فوركان أوزدوردو، رئيس فرع "موصياد" في غازي عنتاب، في كلمته الافتتاحية إلى أن هذا البرنامج يأتي انطلاقاً من الدور التاريخي للعلاقات الاقتصادية بين البلدين الجارين، مؤكداً وجود لقاءات مباشرة بين الجمعية مع صناعيي وتجار مدينة حلب من خلال توزيع استمارات خاصة، وذلك لتأكيد الأهمية الاستراتيجية للتعاون في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن مدينة حلب تعد العجلة الاقتصادية بصناعتها وتجارتها العالمية.

أضاف أوزدوردو أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو خلق منصة حوار مستدامة تمكن رجال الأعمال من الجانبين من الاطلاع مباشرة على الفرص المتاحة وتذليل العقبات التي قد تواجه العملية الاستثمارية، والبناء على القواسم المشتركة والروابط التاريخية التي تجمع البلدين، وبناء علاقات تجارة وفق الاحترام المتبادل، وأن جميع الصناعيين القادمين من غازي عنتاب إلى حلب يرغبون بالتعرف المباشر على تجار وصناع مدينة حلب من خلال اللقاءات المباشرة التي ترافق الاجتماع.

ركز رئيس "موصياد" في غازي عنتاب على الموقع الاقتصادي المتميز لمدينة حلب كمركز صناعي وتجاري رائد، معرباً عن ثقته بأن تكون المدينة محوراً رئيسياً في استقطاب الاستثمارات التركية والسورية المشتركة، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والبناء والخدمات اللوجستية والطاقة.

ناقش الحضور سبل تعزيز التعاون في مجالات واعدة، مع التركيز على القطاع الصناعي وخاصة الصناعات النسيجية والغذائية والكيماوية، والاستفادة من المزايا التنافسية لكلا البلدين، والفرص الهائلة في مجال إعادة تأهيل البنى التحتية والإنشاءات وتسهيل تدفق السلع والخدمات عبر المعابر الحدودية، ومجالات الطاقة والنقل لتحقيق التكامل الإقليمي.

يأتي هذا الاجتماع تتويجاً للجهود المبذولة لفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر والمنفعة المتبادلة، في إشارة إلى عزم القطاع الخاص على لعب دور محوري في رسم خريطة طريق للتعافي الاقتصادي والازدهار المشترك.

مشاركة المقال: