الأحد, 23 نوفمبر 2025 11:40 PM

سوريا على أعتاب تحول جديد: هل تتجه نحو مرحلة 'ساداتية'؟

سوريا على أعتاب تحول جديد: هل تتجه نحو مرحلة 'ساداتية'؟

يرى أحمد عسيلي أن ظهور الشرع في البيت الأبيض لم يكن مجرد حدث بروتوكولي عابر أو زيارة اعتيادية، بل إشارة محتملة إلى نهاية حقبة وبداية أخرى. تحمل الصورة دلالة أعمق، حيث يظهر شخص مرتبط بتيار معين في سياق مختلف، منتميًا إلى خطاب جديد قيد التشكل.

يكمن الأهم في رمزية الزيارة، في تبدل الهوية الرسمية للدولة وتغير وجهها، وانسحاب خطاب قديم أمام لغة جديدة. هذا التحول السريع يذكرنا بصعود السادات في مصر بعد وفاة عبد الناصر عام 1970، حيث انقلبت هوية مصر رأسًا على عقب، من "دولة الثورة" إلى "دولة السلام" المنفتحة على الغرب.

على الرغم من صعوبة المقارنة بين عبد الناصر والأسد، يكمن التشابه في الجو العام وديناميكية التحول وإرهاق المجتمع. فكلاهما تركا وراءهما مجتمعًا منهكًا، مستعدًا لتقبل لغة جديدة. فبعد تجربة اليمن والهزيمة، كان المجتمع المصري مستعدًا لتجربة وجه جديد مع السادات.

سوريا اليوم تقف عند نقطة مشابهة، بعد سنوات من القمع والحرب والانهيار الاقتصادي. زيارة الشرع لأمريكا تبدو كإشارة إلى استعداد سوريا لتغيير هويتها الرسمية. يستعيد الكاتب مفهوم "سيناريو اللعنة الفرعونية" لمحمد جمال باروت، حيث يتكرر ما يحدث في مصر بعد سنوات في سوريا، مع اختلاف الدرجة والشكل.

السؤال المطروح: هل دخلت سوريا مرحلة ساداتية جديدة؟ تظهر إشارات مبكرة على رأسمالية طبقية، شبيهة بفترة الانفتاح المصري، حيث أصبحت الكهرباء خدمة للأغنياء. وفي جانب الحريات، هناك "حرية مضبوطة"، ما يمنح المرحلة طابعها الساداتي.

هل تعيش سوريا لحظة انتقال كبرى؟ ربما، الهوية السورية تتحرك الآن، باحثة عن وجه جديد، والإنهاك هو الوقود الأول لكل تحول جذري.

مشاركة المقال: