الإثنين, 24 نوفمبر 2025 12:19 PM

حمص تستفيق على هدوء حذر بعد ليلة مضطربة وحظر تجوال

حمص تستفيق على هدوء حذر بعد ليلة مضطربة وحظر تجوال

بعد ليلة عصيبة شهدتها مدينة حمص، استقبلت "سلام"، وهي من سكان حي الأرمن، صباح اليوم بحذر، مطلة من شرفة منزلها على الشارع. رأت "سلام" طابوراً أمام فرن الخبز، وعددًا قليلاً من الجيران يتوجهون لشراء احتياجاتهم من محال البقالة والخضراوات التي سرعان ما أُغلقت مرة أخرى بناءً على طلب قوى الأمن الداخلي بعد تلبية احتياجات السكان.

وأعلنت إدارة قيادة الأمن الداخلي في حمص عن تمديد حظر التجوال حتى الساعة 5 من مساء اليوم الإثنين، في أحياء العباسية، والأرمن، والمهاجرين، والزهراء، والنزهة، وعكرمة، والنازحين، وعشيرة، وزيدل، وكرم الزيتون، وكرم اللوز، وحي الورود، ومساكن الشرطة، وذلك حفاظاً على سلامة السكان وضمان استكمال الإجراءات الميدانية الجارية، وفقاً لبيان الأمن الداخلي.

وقالت "سلام" لـ"سناك سوري" إن معظم الجيران لم يتمكنوا من النوم وفضلوا البقاء مستيقظين تحسباً لأي طارئ. وأضافت أن المدارس مغلقة اليوم، واصفة الوضع الحالي بالهدوء الحذر، معربة عن أملها في أن يحمل الغد يوماً جديداً.

وأفاد سكان من أحياء "العباسية" و"المهاجرين" لـ"سناك سوري" بأن الحركة شبه معدومة بين السكان، وتقتصر بشكل محدود جداً على شراء المواد الغذائية والخبز. وأكدوا أن الأفران لم تتوقف عن العمل، مع تعطيل كامل للمدارس، وعدم وجود حركة للمركبات مع انتشار أمني مكثف في المنطقة.

وأوضحت مواطنة من سكان حي العباسية لـ"سناك سوري" أنها لم تتمكن من الوصول إلى منزلها يوم أمس، واضطرت لقضاء ليلتها لدى أقارب في "حي السبيل". وأشارت إلى أنها توجهت صباح اليوم إلى منزلها رغم حظر التجوال، مصرة على الالتحاق بعائلتها، ووصلت بعد مسير طويل بسبب عدم وجود سيارات.

مدير صحة حمص، "عبد الكريم غالي"، ذكر في بيان رسمي أن مشافي المدينة استقبلت أمس جثماني الضحيتين "عبد الله العبود الناصر" وزوجته، اللذين قتلا في "زيدل" جنوب حمص، بالإضافة إلى 18 إصابة، معظمها نتيجة إطلاق نار عشوائي وبعض الحوادث المرورية.

وأكد "غالي" أن معظم الإصابات مستقرة، مع وجود إصابة واحدة حرجة، وسيتم تخريج أغلب المصابين قريباً بعد استكمال العناية الطبية اللازمة. وكان ناشطون قد تداولوا أنباء عن سقوط ضحايا خلال الهجوم المسلح، إلا أن بيان الصحة نفى وجود أي ضحية باستثناء ضحايا جريمة القتل.

يذكر أن عدة أحياء في حمص تعرضت لهجوم من قبل مسلحين وعصابات، اعتدوا على المارة في الشوارع، وأحرقوا عدداً من المنازل والسيارات، قبل تدخل الأمن الداخلي وفرض حظر التجوال والتصدي للهجوم.

وعقدت محافظة حمص اجتماعاً طارئاً لبحث الأوضاع في المدينة ومناقشة سبل تعزيز الاستقرار ومنع أي مظاهر للفوضى، بحضور مسؤولين عسكريين ورسميين، بالإضافة إلى وفد يمثل عشائر حمص ومدير الأوقاف والمفتي. وأكد المجتمعون على ضرورة تضافر كافة الجهود، الرسمية والمجتمعية، للحفاظ على أمن وسلامة المدينة، مشددين على أهمية الحوار والتعاون لتجاوز التحديات، بحسب بيان المحافظة.

مشاركة المقال: