الإثنين, 24 نوفمبر 2025 05:12 PM

إضراب جزئي لسائقي السرافيس في دمشق وريفها احتجاجاً على تخفيض الأجور يتسبب بأزمة نقل خانقة

إضراب جزئي لسائقي السرافيس في دمشق وريفها احتجاجاً على تخفيض الأجور يتسبب بأزمة نقل خانقة

تسببت خطوة تخفيض تعرفة الركوب بقرار جديد، في إضراب جزئي لسائقي السرافيس في عدة خطوط نقل داخلي في دمشق وريفها صباح اليوم، مما أدى إلى شلل في بعض المسارات وازدحام كبير أمام الكراجات، خاصة في خطوط فحامة – بوابة نهر عيشة، فحامة – بوابة دحاديل، وفحامة – قدم – عيالي – جمعيات.

إضراب يشلّ الحركة و"غياب شبه كامل" للسرافيس

أفاد الأهالي بأن خطوط نهر عيشة والعسالي شهدت غياباً شبه تام للسرافيس، حيث لم يتواجد في الكراج سوى سرفيس واحد فقط على مدى ساعات الصباح، في حين امتنع معظم السائقين عن العمل احتجاجاً على خفض الأجرة. وأشار أحد الركاب إلى أن الخطوط التي تربط العسالي بدمشق شهدت ازدحاماً شديداً، موضحاً: "ما كان في غير باصين نقل، والناس فوق بعضها… كلها طلاب وموظفون وعمال، والتأخير صار كارثة بالنسبة إليهم".

تعرفة جديدة تزيد معاناة الركاب

القرار الجديد قضى بتخفيض الأجور على النحو التالي: خط نهر عيشة – الدحاديل: من 2500 ليرة إلى 2000 ليرة. خط قدم – العسالي: من 4000 إلى 3000 ليرات. واعتبر السائقون أن التعرفة الجديدة "غير منصفة" في ظل ارتفاع أسعار المازوت وقطع الغيار، وعدم حصولهم على أي زيادة في مخصصاتهم من الوقود المدعوم.

ازدحام خانق وتأخير لساعات

تفاقمت معاناة الركاب، وخاصة الطلاب والموظفين الذين يضطرون للخروج من منازلهم في ساعات مبكرة للوصول إلى وجهاتهم. وقالت إحدى الموظفات: "أطلع الساعة 6 الصبح لنقدر نوصل على الدوام الساعة 9… ثلاث ساعات انتظار وتنقل لأن ما في سرافيس، وإذا بدك تركب من خط تاني التكلفة بتصير كبيرة والوقت أطول". ولجأ بعض السكان إلى استخدام سيارات أجرة "تكسي سرفيس" أو الانتقال عبر خطوط بعيدة، ما ضاعف تكاليف النقل اليومية في ظل الأزمة المعيشية الخانقة التي يعاني منها معظم السوريين.

خلاف بين السائقين والجهات المعنية

يرى السائقون أن خفض التعرفة لم يراعِ ارتفاع تكلفة التشغيل، خاصة مع غياب أي دعم فعلي لخطوط الضواحي، بينما تؤكد الجهات المسؤولة أن قرار التخفيض جاء "استجابة لشكاوى الركاب". إلا أن السكان يؤكدون أن "القرار زاد الطين بلة"، لأن انخفاض الأجرة دفع السائقين إلى التوقف عن العمل، تاركين آلاف الركاب دون وسيلة نقل بديلة. ويعكس الإضراب الجزئي الذي شهدته عدة خطوط سرافيس في دمشق وريفها استمرار أزمة النقل في العاصمة، في ظل فجوة كبيرة بين تعرفة الأجور وكلفة التشغيل، إضافة إلى غياب حلول عملية تخفف معاناة الطلاب والموظفين الذين يشكلون النسبة الأكبر من مستخدمي المواصلات. ومع غياب سرافيس الخطوط الأساسية، يواجه الأهالي ساعات طويلة من الانتظار، واضطراراً للدفع أكثر، في وقت لا تبدو فيه الجهات المعنية قادرة على إيجاد تسوية عادلة تضمن استمرار الخدمة دون تحميل الركاب أو السائقين أعباء إضافية.

مشاركة المقال: