الإثنين, 24 نوفمبر 2025 07:27 PM

الأمم المتحدة قلقة إزاء التوتر الأمني في حمص بعد جريمة زيدل المروعة

الأمم المتحدة قلقة إزاء التوتر الأمني في حمص بعد جريمة زيدل المروعة

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء التوتر الأمني المتصاعد في حمص، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة التي استهدفت مدنيين. وشددت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، في بيان صدر اليوم الأحد، على "ضرورة العودة الفورية إلى الهدوء" وضمان حماية جميع السكان.

وأكدت رشدي أنها تتابع عن كثب التقارير الواردة حول الهجمات التي طالت المدنيين وممتلكاتهم خلال الساعات الماضية، مشددةً على أهمية احترام سيادة القانون ومحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف. وأشارت إلى الجهود التي تبذلها السلطات السورية لاحتواء الأزمة، مطالبةً باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم التوتر.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية أن جريمة زيدل هي جريمة جنائية بحتة ولا تحمل أي طابع طائفي. وأوضح نور الدين البابا، المتحدث باسم الوزارة، أن العبارات التي وُجدت في موقع الحادث تهدف إلى التضليل وإثارة الفتنة، نافيًا وجود أي دلائل تشير إلى خلفية طائفية، ومؤكدًا أن التحقيقات تدعم فرضية الجريمة الجنائية.

اتخذت قوى الأمن الداخلي، بالتعاون مع الجيش والشرطة العسكرية، إجراءات ميدانية عاجلة، تضمنت الانتشار المكثف وإقامة الحواجز وتسيير الدوريات، مما ساهم في منع تفاقم الأحداث. وأثنت الداخلية على تعاون وجهاء المنطقة في تهدئة النفوس وتعزيز السلم الأهلي.

يذكر أن بلدة زيدل شهدت صباح الأحد جريمة قتل مروعة راح ضحيتها رجل وزوجته داخل منزلهما، حيث عُثر على الزوجة محروقة، وظهرت في المكان عبارات ذات طابع طائفي، مما أثار مخاوف من محاولة استغلال الحادثة لإشعال فتنة. وعلى الفور، تحركت الجهات المختصة لتطويق الموقع وفتح تحقيق موسع لتحديد الفاعلين.

وقد تسببّت الجريمة في توتر امتدّ إلى حي المهاجرين بمدينة حمص، بعد هجوم نفذته مجموعة من عشائر بني خالد، وشمل إطلاق نار عشوائي واقتحام منازل ومحال تجارية، قبل أن تتدخل قوى الأمن الداخلي والجيش لاحتواء الموقف.

وأدانت عشيرة بني خالد الجريمة ووصفت العبارات الطائفية المرافقة لها بأنها "شنيعة ومرفوضة"، مؤكدة دعمها للتحقيقات ورفضها لأي محاولات لإثارة الفتنة. ودعت إلى ضبط النفس وتعزيز قيم الأخوّة والعيش المشترك.

تواصل المباحث الجنائية في حمص تحقيقاتها لكشف ملابسات الجريمة وتقديم الجناة للقضاء، فيما تستمر السلطات المحلية في تنفيذ إجراءات أمنية مشددة لمنع أي اضطرابات إضافية. وتُرجّح مصادر طبية خروج معظم المصابين من المشافي خلال ساعات، باستثناء حالة واحدة حرجة تواصل تلقي العلاج.

مشاركة المقال: