الإثنين, 24 نوفمبر 2025 09:25 PM

حمص: هدوء حذر وجهود مكثفة لكشف ملابسات جريمة زيدل

حمص: هدوء حذر وجهود مكثفة لكشف ملابسات جريمة زيدل

في ظل الهدوء النسبي الذي تشهده الأحياء الجنوبية لمدينة حمص، أعلنت قيادة الأمن الداخلي بالمحافظة عن تمديد حظر التجوال الذي بدأ مساء أمس في عدة أحياء حتى الساعة الخامسة من عصر اليوم. يأتي هذا الإجراء بالتزامن مع استمرار الجهات المختصة في تنفيذ الإجراءات القانونية وجمع الأدلة بهدف تحديد هوية مرتكبي جريمة القتل التي راح ضحيتها زوجان في بلدة زيدل بريف حمص الجنوبي صباح أمس.

أوضحت الإدارة، في بيان نشرته قناة محافظة حمص على تطبيق تلغرام، أن قرار التمديد يشمل أحياء العباسية، والأرمن، والمهاجرين، والزهراء، والنزهة، وعكرمة، والنازحين، وعشيرة، وزيدل، وكرم الزيتون، وكرم اللوز، وحي الورود، ومساكن الشرطة. ودعت المواطنين في هذه المناطق إلى الالتزام بالقرار حفاظاً على سلامتهم وتسهيل استكمال الإجراءات الميدانية.

من جهتها، أفادت وكالة “سانا” بأن الأحياء الجنوبية في مدينة حمص تشهد هدوءاً ملحوظاً، مع استمرار قوات الأمن في تعزيز تواجدها ومتابعة جهودها لترسيخ الاستقرار.

يذكر أن بلدة زيدل شهدت صباح أمس جريمة قتل بشعة، حيث عُثر على جثتي رجل وزوجته داخل منزلهما. وقد وُجدت في مسرح الجريمة عبارات ذات طابع طائفي، مما أثار مخاوف من محاولة لإشعال فتنة بين السكان.

وفي تصريح سابق لقناة الإخبارية، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل مادي قاطع يثبت أن الجريمة ذات خلفية طائفية. وأشار إلى أن التحقيقات الأولية كشفت أن العبارات التي عُثر عليها في مكان الحادث كُتبت بهدف التضليل وإثارة الفتنة وصرف الأنظار عن الجاني الحقيقي.

وأضاف أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن الجريمة جنائية، على الرغم من وجود محاولات لاستغلالها لإثارة التوتر الطائفي، مؤكداً أن جميع الاحتمالات لا تزال قيد الدراسة من قبل البحث الجنائي الذي يواصل عمله بحيادية وشفافية لكشف ملابسات الحادث.

وحذّر البابا من استغلال بعض الجهات للحادثة لنشر روايات كاذبة ومفبركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف زعزعة الاستقرار والإضرار بالسلم الأهلي، داعياً المواطنين إلى عدم الانسياق وراء المعلومات المضللة والاعتماد على المصادر الوطنية لمتابعة تطورات التحقيق.

وأكد أن المباحث الجنائية في حمص تبذل جهوداً مضنية لكشف الحقيقة وتقديم الجناة إلى العدالة، مشدداً على أن الوعي الشعبي والإعلام الوطني يمثلان خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المحاولات، وأن الالتزام بالمعلومات الرسمية هو الأساس في الحفاظ على الاستقرار.

وفي سياق متصل، أعلن مدير صحة حمص، الدكتور عبد الكريم غالي، أن مستشفيات المدينة استقبلت أمس جثتي الضحيتين عبد الله العبود الناصر الخالدي وزوجته، بالإضافة إلى 18 إصابة، معظمها ناجمة عن إطلاق نار عشوائي، إلى جانب بعض الإصابات الناتجة عن حوادث مرورية.

وأثارت جريمة زيدل المروعة مخاوف من محاولة لإحداث فتنة بين الأهالي، وعلى إثر ذلك انتشرت قوى الأمن الداخلي في أحياء حمص لتعزيز الأمن والحفاظ على الاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة، ومنع استغلال الحادثة في إثارة الفتنة.

وكان ذوو ضحايا جريمة زيدل قد أكدوا رفضهم تحويل هذه الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق فقيدهم وزوجته إلى مدخل للفتنة أو سبب لإثارة النعرات الطائفية، مشددين على تمسكهم بالطرق القانونية وما تقوم به الجهات المختصة للكشف عن الجناة وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.

وكالات

مشاركة المقال: