الخميس, 27 نوفمبر 2025 10:23 AM

سوريا على صفيح ساخن: رسائل مشتعلة من الجنوب وتصعيد ينذر بالخطر في الشمال

سوريا على صفيح ساخن: رسائل مشتعلة من الجنوب وتصعيد ينذر بالخطر في الشمال

شبكة أخبار سوريا والعالم/ مع اقتراب الذكرى الأولى لتولي الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع مقاليد الأمور في البلاد بعد سقوط النظام السابق، تجد سوريا نفسها في مواجهة تحديات أمنية وسياسية معقدة على الصعيدين الداخلي والإقليمي. وعلى الرغم من الدعم الإقليمي الكبير الذي حظيت به السلطة الجديدة، خاصة من السعودية وتركيا، لا يزال الاستقرار الهش مهدداً بالانهيار في أي لحظة، وذلك في ظل تصاعد المخاطر في الجنوب والشمال.

الجنوب السوري: إسرائيل تعيد رسم قواعد اللعبة

أثارت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنطقة الحدودية السورية المحتلة ردود فعل سياسية واسعة، خاصة وأنها تزامنت مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة فوق عدة محافظات سورية وصولاً إلى محيط إدلب.

تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تتزامن مع تعثر المفاوضات الأمنية بين دمشق وتل أبيب برعاية أمريكية، نتيجة لإصرار إسرائيل على عدم الانسحاب من المناطق التي احتلتها بعد سقوط النظام السابق في ديسمبر 2024.

ويرى مراقبون أن هذه التحركات تحمل رسالة واضحة مفادها أن:

  • إسرائيل بصدد فرض واقع جديد في الجنوب.
  • لا نية لديها لتقديم تنازلات.
  • وهي مستعدة لتوسيع قواعد الاشتباك خارج الجولان.

وقد أكد نتنياهو نفسه خلال زيارته الأخيرة أن إسرائيل لن تفرط بأمن حدودها، وأن حماية الأقليات – ولا سيما الدروز – “مبدأ ثابت سواء تم التوصل لاتفاق مع دمشق أم لا”.

وعلى الرغم من إدانة سوريا السريعة للزيارة واعتبارها “اعتداءً خطيراً على السيادة”، إلا أن تل أبيب تدرك حدود قدرة دمشق على الرد، مهما كان الدعم الأمريكي قائماً، الأمر الذي يثير مخاوف من:

  • عودة ملف السويداء إلى الواجهة كورقة ضغط إسرائيلية.
  • تجميد الملف الأمني وربما انهيار المفاوضات بالكامل.

الشمال السوري: احتكاك متصاعد بين دمشق و”قسد”

في الشمال، عاد التوتر الميداني إلى الواجهة بعدما هاجمت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” نقاط انتشار للجيش السوري في منطقة معدان بريف الرقة، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخرين، وفق وزارة الدفاع السورية.

وقد رد الجيش بعملية عسكرية استعاد خلالها المواقع، لكن الحادثة أعادت تسليط الضوء على:

  • اتساع فجوة الثقة بين دمشق و”قسد”.
  • رفض الأكراد العودة إلى نموذج الحكم المركزي السابق.

وقد أكد قائد “قسد” مظلوم عبدي بشكل واضح أن:

  • “سوريا لن تعود إلى النظام المركزي بعد 15 عاماً من الحرب.”

وشدد خلال مشاركته في منتدى دهوك للسلام على ضرورة:

  • إقرار صيغة دستورية لا مركزية.
  • تثبيت التمثيل السياسي الكردي.
  • ترسيم العلاقة المستقبلية لـ”قسد” مع الجيش الجديد.

دمشق، بالمقابل، ترفض بشدة اللامركزية بالشكل الذي تطالب به “قسد”، لكن الطرفين يؤكدان – ولو شكلياً – الاستعداد للحوار وتجنّب الانزلاق إلى مواجهة شاملة، الأمر الذي يجعل:

  • المشهد مفتوحاً بين التصعيد المستمر.
  • أو تسوية سياسية بضمانات دولية.

سلطة انتقالية تحت الضغط.. ومسار هشّ يحتاج تثبيتاً

وسط تحركات إقليمية متسارعة، وضغوط أمنية داخلية، تجد الحكومة الانتقالية نفسها أمام واحدة من أخطر مراحل عملها:

  • كيف يمكن تثبيت الدولة ومنع انهيار مسار الانتقال، في ظل تصاعد التوتر جنوباً وشمالاً؟

الجواب حتى الآن غير محسوم، لكن المؤكد أن سوريا تعيش لحظة فارقة، وأن أي خطأ في الحسابات قد يعيد البلاد إلى نقطة الصفر.

هاشتاغ سوريا

مشاركة المقال: