الخميس, 27 نوفمبر 2025 12:09 PM

جبلة تحيي ذكرى شهدائها وتستلهم تاريخها الثوري في فعالية مؤثرة

جبلة تحيي ذكرى شهدائها وتستلهم تاريخها الثوري في فعالية مؤثرة

برعاية محافظة اللاذقية وبمبادرة مشتركة من جمعية يداً بيد التنموية وفريق مُلهَم التطوعي، احتضنت مدينة جبلة فعالية "جبلة تُكرِّم شهداءها".

هذه الفعالية خُصِّصت لتكريم أبناء المدينة الذين ضحوا بأرواحهم خلال الثورة السورية، بالإضافة إلى الذين فقدوا حياتهم في سجن تدمر خلال ثمانينيات القرن الماضي. تهدف المبادرة إلى إحياء ذاكرة مدينة جبلة التي حملت على عاتقها قضية الحرية منذ البداية.

جبلة.. صوت مبكر في وجه الاستبداد

تُعتبر جبلة من أوائل المدن السورية التي تجرأت وخرجت في مظاهرات مناهضة للنظام، حيث شهدت شوارعها أولى الاحتجاجات في 25 آذار 2011. خروج الأهالي في ذلك اليوم كان حدثًا مفصليًا، خاصة وأن المدينة تقع في منطقة كانت تُعتبر لعقود طويلة خزانًا بشريًا لقوات النظام وميليشياته، مما زاد من أهمية موقفها وشجاعته.

حملات أمنية متتالية لقمع الحراك

بعد انطلاق الاحتجاجات، واجهت جبلة سلسلة من الحملات الأمنية العنيفة، أبرزها في 24 نيسان 2011 و25 آب من العام نفسه. نفذت أجهزة الأمن عمليات اعتقال ومداهمات واسعة بهدف إخماد أي تحرك شعبي. هذه الحملات فرضت حصارًا أمنيًا مكثفًا ترك أثرًا عميقًا في حياة السكان، واستمر حتى سقوط النظام في 8 ديسمبر.

أكثر من 350 شهيدًا.. ذاكرة لا تنطفئ

دفعت جبلة ثمنًا باهظًا لمواقفها، حيث قدمت أكثر من 350 شهيدًا من أبنائها. منهم من استشهد تحت التعذيب في أقبية السجون والمعتقلات، ومنهم من قُتل وهو يقاتل في صفوف الثوار على جبهات جبل الأكراد وجبل التركمان، حيث أسس عدد من أبناء المدينة كتائب مقاتلة شاركت في الدفاع عن المناطق الثائرة.

الفعالية.. مساحة للوفاء وتوثيق الذاكرة

تضمنت فعالية "جبلة تُكرِّم شهداءها" عرضًا وثائقيًا يوثق بدايات الحراك في المدينة، وكلمات استذكرت تضحيات أبنائها، بالإضافة إلى تكريم ذوي الشهداء الذين ظلوا حراسًا للذاكرة رغم مرارة الفقد. وأكد القائمون على الفعالية أن تخليد أسماء الشهداء ليس مجرد نشاط اجتماعي، بل هو التزام أخلاقي وتاريخي تجاه مدينة قدمت كل ما تستطيع في سبيل الحرية.

جبلة.. مدينة لا تنسى

جاءت الفعالية لتؤكد أن جبلة ما زالت تقرأ تاريخها بصوت واضح، وتستعيد سيرة أبنائها الشهداء بروح عالية من الوفاء. كما أعادت التذكير بأن المدينة، بتاريخها وتضحياتها، ستظل جزءًا لا يُمحى من مسار الثورة السورية، وأن الذاكرة الحية لأبنائها ستبقى حاضرة مهما حاول الزمن طمسها.

زمان الوصل

مشاركة المقال: