رئيس التحرير: هيثم يحيى محمد
تشهد مدينة طرطوس توترات ناتجة عن تصرفات طائفية غير مألوفة، يرفضها أبناؤها وكل من لجأ إليها من محافظات أخرى هرباً من الموت. لا يجوز السكوت عما يحدث أو التغاضي عمن يسعون إلى إلحاق الأذى بها.
في ضوء ذلك، نأمل من عقلاء طرطوس والشخصيات الوطنية فيها التحرك الفوري والقيام بدورهم الأخلاقي والاجتماعي والوطني تجاه الأحداث التي جرت أول أمس عند النصب التذكاري للشيخ صالح العلي، وأمس في الشارع العريض، من قبل بعض الشباب المتهورين الذين يثيرون الفتنة بين أطياف المجتمع دون تقدير للعواقب الكارثية.
يفترض أن يكون هؤلاء العقلاء قادرين على منع الطائشين من التجييش والتحريض والاستفزاز ونشر خطاب الكراهية تجاه أبناء محافظتهم ووطنهم من المكوّن الآخر، وذلك من خلال اللقاء بهم وبذويهم وشرح مخاطر أفعالهم على السلم الأهلي وبناء سوريا الجديدة، وتعارضها مع توجهات وتوجيهات بلدهم والدول الداعمة له، ومن خلال العمل على وقف التحريض الطائفي على بعض الصفحات الصفراء تحت طائلة العقوبات الرادعة بحق من لا يلتزم.
إن وقف الشباب الطائشين من كل الأطياف عن أقوالهم وأفعالهم الطائفية هو مسؤولية العقلاء والمؤثرين من كل أطياف مجتمعنا، إلى جانب مسؤولية الحكومة والمحافظ والأمن الداخلي. يجب على الجميع القيام بواجبهم اليوم قبل الغد وفق خطة متكاملة وآليات عمل واضحة ومنتجة، وصولاً لتهدئة النفوس وإزالة الهواجس ومعالجة القضايا العالقة، وبحيث تكون الدولة هي الراعية لجميع مواطنيها دون أي تمييز على أساس الدين أو العرق أو القومية، وهي المرجعية الوحيدة لهم بكل ثقة وإيمان وقناعة.
(اخبار سوريا الوطن-١)