الجمعة, 28 نوفمبر 2025 01:56 PM

بيت جن: لماذا تعتبر هذه البلدة مفتاحًا استراتيجيًا في ريف دمشق؟

بيت جن: لماذا تعتبر هذه البلدة مفتاحًا استراتيجيًا في ريف دمشق؟

شهدت بلدة بيت جن في ريف دمشق يوم الجمعة عملية عسكرية إسرائيلية وصفت بأنها "غير مسبوقة" من حيث الحجم والنطاق. تضمنت العملية توغلات برية وقصفًا مكثفًا، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين ودمار كبير في البنية التحتية والممتلكات.

أدى القصف المتكرر إلى نزوح واسع للسكان خوفًا من تصاعد العمليات. تقع بيت جن على الخاصرة الشرقية لجبل الشيخ، على ارتفاع حوالي 1150 مترًا فوق سطح البحر، وتبعد حوالي 45 كيلومترًا عن دمشق. إداريًا، تتبع البلدة منطقة قطنا في ريف دمشق، وتعتبر مركز ناحية تضم عدة قرى محيطة.

تكتسب بيت جن أهمية استراتيجية من موقعها الجغرافي الفريد، فهي تربط بين ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشمالي، وتقع بالقرب من قرية شبعا اللبنانية، وتجاور خط التماس مع الحدود الإسرائيلية مباشرة.

قبل عام 2011، كانت بيت جن منطقة سياحية. لكن بعد سيطرة فصائل "الجيش الحر" عليها في حزيران 2013، تحولت إلى ممر إمداد رئيسي بين الجنوب اللبناني ومناطق المعارضة السورية في الغوطة الشرقية والغربية، مثل كناكر وخان الشيح وزاكية.

على مر السنين، شكلت البلدة آخر جيب معارض بالقرب من الحدود اللبنانية، مما جعلها محط اهتمام القوى العسكرية والسياسية. لم تقتصر الأهمية على الجانب اللوجستي، بل امتدت إلى الجوانب الأمنية والإقليمية. فموقع بيت جن القريب من منطقة شبعا المتنازع عليها وجبل الشيخ المحتل جعلها نقطة ضغط محتملة في أي تحول استراتيجي في الجنوب السوري. بالإضافة إلى ذلك، سهولة التحكم في طرقها مكن من التحكم في أي امتداد ميداني بين الجنوب والوسط.

مشاركة المقال: