في محاضرة قيمة أُقيمت في المكتبة الوطنية بدمشق، ألقت الدكتورة منى أبو آذان محاضرة بعنوان "منهج التعامل مع مخاطر التراث الثقافي". هدفت المحاضرة إلى إلقاء الضوء على التحديات التي واجهت الآثار السورية خلال سنوات الحرب، بما في ذلك عمليات التهريب والنهب والتخريب والتنقيب غير الشرعي. كما أكدت على أهمية الحفاظ على التراث المادي واللامادي لسوريا، نظراً لثرائه وتنوعه وعمقه التاريخي الذي يمتد لآلاف السنين.
قسّمت الباحثة محاضرتها إلى أربعة محاور رئيسية. في المحور الأول، عرّفت الحضور بالتراث وأنواعه المختلفة، من التراث المادي وغير المادي إلى التراث الطبيعي والصناعي. أما المحور الثاني، فقد تناول تحليل نظام إدارة مخاطر التراث الثقافي، مع التركيز على المدخلات القانونية والتقنية، والكفاءات المطلوبة، والأدوات والتكنولوجيا المستخدمة، وتحديد مستويات الإدارة ودرجات المخاطر. كما بحث العلاقة بين التراث ومواجهة التغير المناخي والحد من الكوارث والأزمات.
اختص المحور الثالث بدورة إدارة مخاطر التراث الثقافي وخطواتها، بالإضافة إلى خطط الحماية والاستدامة. وفي المحور الأخير، تم تقديم نماذج من مواقع عصور ما قبل التاريخ في سوريا، مثل الكوم ويبرود وسهل الروج وكهف الديدرية والمواقع المغمورة بالمياه، مع إبراز أهميتها وقيمتها التراثية على المستويين المحلي والعالمي.
وفي تصريح لـ"الوطن"، أوضحت أبو آذان أنها عرضت مشروعاً سياحياً مجتمعياً لمواقع عصور ما قبل التاريخ في سوريا على المجلس الدولي لدراسات الصون والترميم للممتلكات الثقافية باسم سوريا والمديرية العامة للآثار والمتاحف وجامعة دمشق، بالتعاون مع باحثين من سوريا في الداخل وفي الدول الغربية. وأشارت إلى أن الهدف الأساسي من المحاضرة هو التأكيد على حماية التراث السوري واستدامته، مؤكدة أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع، من الأفراد والمجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى التعاون الدولي.
كما لفتت أبو آذان إلى أن التراث الثقافي السوري قد تعرض في الماضي للعديد من المخاطر الطبيعية والبشرية. وأكدت على ضرورة إعادة صياغة القانون الحالي للآثار وإدخال بعض التعديلات التي تتناسب مع التغيرات الراهنة. وشددت على أهمية وضع خطط واستراتيجيات وصياغة سياسات تهدف إلى حفظ التراث وحمايته، وخاصة المباني الأثرية والتراثية العريقة التي تعتبر من أبرز معالم المدن السورية وتشهد على عراقة تاريخها، بالإضافة إلى وضع آليات جديدة لترميم وصيانة المباني المتضررة.
مصعب أيوب