م. مكرم عبيد يكتب عن سوريا، الوطن الذي وصفه كبار المفكرين الفرنسيين بأجمل العبارات. يقول تشارلز فيرولو: "لكل إنسان متحضر وطنان… وطنه الأم وسوريا." ويرى جان كوكتو أن "سوريا هي ذاكرة العالم، والزمن يمرّ من خلالها."
كيف لا تكون كذلك؟ ففيها دمشق، أقدم عاصمة مأهولة، بجامعها الأموي وكنيستها المريمية. وفيها حلب، أقدم مدينة على وجه الأرض. وتدمر التي صنعت مجد الصحراء، وأوغاريت التي منحت البشرية أول أبجدية ورأس شمرا. هنا طرطوس وعمريت، وقلعة الحصن، ودير مار جرجس الحميراء، وحمص العدية وجامع خالد بن الوليد، وحماة ونواعيرها وآثار آفاميا، والمدن المنسية في إدلب، وبصرى الأسطورية، وآثار شهبا وقنوات وصلخد في سويدائها وآثار الرقة ودير الزور وغيرها، والقنيطرة المدينة المدمرة كذاكرة وطنية وجرح الوطن!
منها جوليا دومنا وفيليب العربي وأبولو الدمشقي وأباطرة وباباوات وعلماء وفلاسفة.
كل حجر في سوريا يروي حكاية حضارة لا تموت.
يا أبناء سوريا، إن كان التاريخ قد منحنا هذا الشرف، فواجبنا أن نحميه. فلنجعل حب سوريا راسخاً في قلوبنا، لنتجاوز الأحقاد، ونتمسك بالمواطنة، ونبني وطناً يليق بذاكرتنا وبأجدادنا وآبائنا وأبنائنا.
سوريا ليست مجرد مكان، إنها روح تعيش فينا، فلننهض بها لتنهض بنا جميعاً. (أخبار سوريا الوطن1-صفحة الكاتب)