الإثنين, 1 ديسمبر 2025 01:07 PM

السودان: تصاعد القتال في كردفان وإنذارات أممية بمخاطر المجاعة

السودان: تصاعد القتال في كردفان وإنذارات أممية بمخاطر المجاعة

الخرطوم-سانا: تتفاقم حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة كردفان بوسط البلاد. وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش تمكن من إحباط هجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على الخطوط الأمامية التابعة للفرقة 22 في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان.

معارك محتدمة

نقلت وسائل إعلام سودانية عن مصادر قولها إن قوات الدعم السريع استخدمت الطائرات المسيرة والقصف المدفعي لاستهداف محيط مقرات الجيش في بابنوسة، في حين رد الجيش بقصف مماثل استهدف مواقع تمركز الدعم السريع داخل المدينة. وتعتبر بابنوسة آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان، وتقع على طريق استراتيجي يربط المنطقة بإقليم دارفور، وذلك بعد أن فقد الجيش الشهر الماضي آخر قاعدة له في مدينة الفاشر.

من جهة أخرى، تشير الأنباء إلى تصعيد مفاجئ في المحاور القتالية في جنوب كردفان خلال الأيام الماضية، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات متتالية على حامية كرتالا شرق كادوقلي على مدى ثلاثة أيام، قبل أن يتمكن الجيش من صدها.

تفاقم معاناة النازحين

إلى جانب استمرار المعارك وسقوط الضحايا، تتفاقم معاناة النازحين جراء الحرب. وأعلنت قوات الدفاع المدني بولاية البحر الأحمر شرق السودان أنها نفذت عملية إنقاذ عاجلة عقب انهيار جزئي في مدرسة تؤوي عدداً من النازحين، مؤكدة إخلاء الطابق العلوي بالكامل ونقل ثلاثة مصابين إلى المستشفى دون تسجيل أي وفيات. وتستضيف ولاية البحر الأحمر نحو 249 ألف نازح داخلي، أغلبهم في مدينة بورتسودان، وفقاً لبيانات منظمة الهجرة الدولية. يقيم الكثير من هؤلاء النازحين في مدارس ومبانٍ عامة أو مؤقتة غير معدة للإيواء الطويل، مما يجعلها عرضة للانهيار ويضاعف من المخاطر على السكان.

وفي إقليم دارفور غرب السودان، تستمر معاناة النازحين أيضاً، خصوصاً في مدينة طويلة غرب الفاشر، حيث تعيش عشرات الأسر في العراء داخل مخيمي دبة نايرة وطويلة العمدة، وسط مناشدات متوالية لتوفير الخيام والغذاء والدواء في ظل ظروف إنسانية صعبة.

تحذيرات أممية من استمرار المجاعة

تتواصل التحذيرات الأممية من انتشار المجاعة في السودان، حيث قالت منظمة الأغذية العالمية في تغريدة على منصة إكس: "بعد عامين من النزاع في السودان، لا يزال الملايين يواجهون المجاعة". وأضافت أن "الزيادة في المساعدات الغذائية التي قدمها برنامج الأغذية العالمي خلال العام الماضي تحدث فرقاً وتساعد في استقرار المجتمعات وتراجع المجاعة في بعض المناطق".

وكان البرنامج قد حذر الأربعاء الماضي من أن الوضع الغذائي في السودان ما زال قاتماً، حيث يواجه ما يزيد على 21 مليون شخص جوعاً شديداً، وفقاً لأحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فيما يصنف نحو 375 ألف سوداني في المرحلة الخامسة (الجوع الكارثي) وهي الأعلى في الفئة، وقد تأكدت المجاعة في مدينتين مزقتهما أعمال العنف هما الفاشر في الغرب وكادوقلي في الجنوب.

وتتصاعد الأزمة في السودان مع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان 2023، مما أسفر عن عشرات آلاف القتلى ونزوح ملايين المدنيين، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

مشاركة المقال: