الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 10:47 AM

مصر ترفض مقترحات إسرائيلية لإعادة إعمار جزئي لغزة وتعثر تشكيل قوة دولية للاستقرار

مصر ترفض مقترحات إسرائيلية لإعادة إعمار جزئي لغزة وتعثر تشكيل قوة دولية للاستقرار

في ظل استمرار الجمود في مسار الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، كشفت مصادر مصرية رفيعة لـ«الأخبار» أن اللقاء الذي جمع رئيس «المخابرات العامة» المصرية، حسن رشاد، برئيس جهاز «الشاباك» الإسرائيلي، دافيد زيني، في القاهرة لم يحقق أي نتائج ملموسة. وأوضحت المصادر أن رشاد أبلغ الجانب الإسرائيلي رفض القاهرة لعدد من المقترحات الإسرائيلية بشأن إعادة إعمار القطاع، خاصةً المقترح الذي يقتصر على إعادة الإعمار في المنطقة الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي جنوبي غزة، مؤكداً التزام مصر بما تم الاتفاق عليه في اجتماعات شرم الشيخ.

كما أبدى رشاد تحفظات القاهرة بشأن ترتيبات «القوة الدولية» التي تسعى الولايات المتحدة لتشكيلها، محذراً من أن غياب ضمانات بعدم وجود انتهاكات جوية من جانب تل أبيب يعرقل هذه الجهود، خاصةً مع تردد دول عديدة في إرسال جنودها إلى غزة. في المقابل، يصر المسؤولون الإسرائيليون على أن تفكيك سلاح حركة «حماس» في غزة وسلاح «حزب الله» في لبنان يظل مهمة حصرية للجيش الإسرائيلي. واعتبر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، في حديث لصحيفة «يسرائيل هيوم»، أنه لا توجد جهة أخرى قادرة على إنجاز هذه المهمة.

تشكيل «قوة الاستقرار الدولية» يواجه تعثراً كبيراً، وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم»، فإن اليوم الذي قد تعلن فيه «حماس» إعادة رفات آخر الأسرى الإسرائيليين، أو فشلها في العثور عليهم بعد استنفاد جهودها، ليس بعيداً. وعندها، يفترض أن تبدأ إسرائيل بالانسحاب التدريجي من القطاع، مع بقائها في المنطقة العازلة، وبدء عملية إعادة الإعمار، بالتوازي مع انطلاق مسار نزع السلاح ونشر القوة المتعددة الجنسيات. إلا أن مشروع تشكيل «قوة الاستقرار الدولية»، الذي يعتبر أحد أعمدة خطة دونالد ترامب، لا يزال يواجه صعوبات كبيرة، حيث نقلت مجلة «إيبوك» العبرية عن مصادر سياسية أن واشنطن تواجه صعوبات في تجنيد دول للمشاركة، بسبب المخاوف من الاشتباك المباشر مع حماس أو منظمات أخرى في غزة. ومع أن الولايات المتحدة كانت قد تعهدت بنشر هذه القوة بحلول كانون الثاني المقبل، إلا أن الواقع الميداني والسياسي لا يزال يشير إلى أن تلك الخطوة بعيدة المنال. ويبرز هنا موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الرافض لأي انسحاب من القطاع من دون نزع السلاح، على الرغم من تشديد مسؤولين كبار على ضرورة السماح للأميركيين باستنفاد مساراتهم، بما يوفر لإسرائيل شرعية دولية ووقتاً لإعادة بناء الجيش وتأهيل القوات النظامية والاحتياط.

في غضون ذلك، يستعد رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، للتوجه الأسبوع المقبل إلى الولايات المتحدة، في زيارة هي الأولى له بصفته رئيس الأركان، بدعوة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية. ووفقاً لصحيفة «يسرائيل هيوم»، ستشمل الزيارة سلسلة لقاءات أمنية حول ملفات غزة ولبنان وسوريا، إضافة إلى التنسيق الأمني مع واشنطن في ما يخص عدم الرضى الإسرائيلي عن وتيرة نزع سلاح حزب الله، والملف الإيراني أيضاً.

مشاركة المقال: