أُعلن عن وفاة ماهر فلحوط في المستشفى "الوطني" في السويداء، بعد أيام من اعتقاله على يد عناصر من "الحرس الوطني" المدعوم من حكمت الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية. وأفادت شبكة "الراصد"، وهي شبكة إخبارية ناشطة في السويداء، بالخبر مساء الثلاثاء 2 كانون الأول، دون الخوض في تفاصيل أسباب الوفاة.
أكد قتيبة عزام، مدير العلاقات العامة في مديرية إعلام السويداء، لمراسل عنب بلدي نبأ الوفاة، مشيراً إلى أن الوفاة نتجت عن التعذيب الذي تعرض له فلحوط أثناء اعتقاله من قبل "الحرس الوطني". وفي سياق متصل، نفى عزام صحة الأنباء المتداولة عن وفاة عاصم أبو فخر، الذي اعتُقل مع ماهر فلحوط ورائد المتني (الذي توفي أيضاً بعد اعتقاله) من قبل "الحرس الوطني". وكانت وسائل إعلام وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولت أخباراً عن وفاة رجل الأعمال عاصم أبو فخر.
وفاة رائد المتني
وصل جثمان رائد المتني، أحد شيوخ طائفة الموحدين الدروز في السويداء، إلى المستشفى "الوطني" في المحافظة فجر الثلاثاء، حسبما ذكرت شبكة "الراصد". وأوضحت الشبكة عبر صفحتها على "فيسبوك" أن سبب الوفاة لم يُحدد بعد، مع الإشارة إلى عدم وجود آثار لإطلاق نار على الجثة، وأن فريق الطب الشرعي يقوم بالفحوصات اللازمة لتحديد ملابسات الوفاة. وأكد قتيبة عزام، مدير العلاقات العامة في مديرية إعلام السويداء، لمراسل عنب بلدي نبأ وفاة الشيخ رائد المتني، مشيراً إلى أن الوفاة تعود إلى التعذيب الذي تعرض له أثناء اعتقاله من قبل "الحرس الوطني" المدعوم من حكمت الهجري. ويُذكر أن المتني كان من المسؤولين عن فصيل "المجلس العسكري" الذي تشكل عقب سقوط نظام الأسد العام الماضي، والذي تضاءل دوره خلال الأشهر الماضية.
حملة اعتقالات
شهدت مدينة السويداء توترات أمنية عقب حملة اعتقالات طالت شخصيات معارضة للشيخ الهجري. وأفاد مراسل عنب بلدي حينها بأن قوات "الحرس الوطني" المدعومة من الشيخ الهجري نفذت منذ مساء 28 تشرين الثاني الماضي عمليات اعتقال طالت شخصيات من المحافظة، من بينهم الشيخان الدرزيان رائد المتني ومروان رزق، وعاصم أبو فخر وغاندي أبو فخر وشخص آخر من عائلة الصفدي. وانتشرت تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عمليات تعذيب وإهانة طالت الشيخ المتني. وذكرت شبكة "السويداء 24" المحلية أن "الحرس الوطني" نفذ انتشاراً على المداخل الرئيسية والطرقات تزامناً مع حملة الاعتقالات. وأكدت "السويداء 24" أن حصيلة الاعتقالات طالت خمسة أشخاص، وذكرت منهم رائد المتني وعاصم أبو فخر، في حين لم تشر إلى الأسماء الأخرى. وتواصلت "السويداء 24" مع أقارب أحد المعتقلين، الذين أعربوا عن تفاجئهم بالخبر وأشاروا إلى أنهم يجرون اتصالات لمعرفة الأسباب، مؤكدين أن سبب الاعتقالات ما زال مجهولاً. ولم يصدر "الحرس الوطني" أي توضيح حول سبب الاعتقالات ودوافعها. بالمقابل، أشارت حسابات داعمة لـ"الحرس الوطني" إلى أن سبب الاعتقالات يعود لمحاولة انقلاب كان سينفذها المعتقلون ضد الشيخ الهجري. وقال الإعلامي المقرب من الهجري، ماهر شرف الدين، إن المقبوض عليهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات أمنية في السويداء، نقلاً عن مصادر وصفها بالخاصة، ولم يسمها. وتشمل العمليات اغتيال بعض الشخصيات القيادية، وتفجير سيارات مفخخة، وزرع عبوات ناسفة في الأماكن العامة والمزدحمة بالمارة، وفق ما ذكره شرف الدين على صفحته في "فيسبوك".