أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة ممنهجة لدفن جثامين الفلسطينيين في مقابر مجهولة، وذلك في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ أكثر من عامين.
أوضح المرصد في بيان صدر اليوم الأربعاء أن عمليات الدفن شملت محيط مراكز توزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع، مما يحول دون تحديد هويات الضحايا ومواقع دفنهم، وبالتالي حرمان عائلاتهم من معرفة مصيرهم.
أشار المرصد إلى أنه وثق هذه الممارسات من خلال برنامج توثيق ممنهج تضمن تحقيقات ميدانية واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى مقابلات مع ناجين وشهود عيان وأسر المفقودين.
كشفت عمليات التوثيق التي أجراها الفريق الميداني للمرصد أن القوات الإسرائيلية تعمد في حالات متكررة إلى دفن الجثامين في ساحات عامة وأراض مفتوحة ومناطق متاخمة لمنشآت حيوية، بما في ذلك قرب مراكز توزيع المساعدات والمستشفيات والمدارس.
أفاد المرصد بأن ما لا يقل عن 45 شخصًا فقدت آثارهم في محيط مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، ولا يزال مصيرهم مجهولًا، سواء كانوا معتقلين ومخفيين قسريًا في سجون الاحتلال، أو قتلوا ودفنت جثامينهم في مواقع رملية عشوائية وغير محددة قرب تلك المراكز.
طالب المرصد بفتح تحقيق دولي مستقل وشامل في نمط عمليات الدفن التي نفذها جيش الاحتلال في محيط المناطق المكتظة ونقاط المساعدات وممرات التهجير القسري، بما في ذلك وقائع إطلاق النار على طالبي المساعدة.
شدد المرصد على وجوب اضطلاع الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف وسائر الدول المعنية بدورها في ضمان المساءلة عن هذه الجرائم، بما في ذلك فتح تحقيقات وطنية ودولية واستخدام الولاية القضائية العالمية عند الاقتضاء، واتخاذ تدابير فعالة تكفل عدم تكرار هذه الممارسات.
يذكر أن حرب الإبادة أسفرت عن ارتقاء وإصابة أكثر من 238 ألف فلسطيني، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع وانهيار للخدمات.