أعلنت وزارة التربية والتعليم السورية عن تفاصيل برنامج "الفئة ب"، وهو برنامج تعليمي مكثف يستهدف الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة لأسباب اجتماعية أو اقتصادية، والطلاب المتأخرين دراسيًا، بالإضافة إلى أطفال المناطق الريفية والنائية الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس في الوقت المناسب.
يهدف البرنامج إلى دمج سنتين دراسيتين في عام واحد، مما يتيح للطلاب تعويض الفاقد والعودة تدريجيًا إلى التعليم النظامي. صرح مدير المناهج في وزارة التربية، عصمت رمضان، لموقع "الإخبارية" الرسمي يوم الأربعاء 3 كانون الأول، بأن إطلاق هذا المنهاج يأتي استجابة لحاجة شريحة واسعة من الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة أو عادوا من الخارج بعد غياب لسنوات.
أوضح رمضان أن البرنامج مخصص للطلاب الذين تبلغ أعمارهم تسع سنوات فما فوق، ويطبق حاليًا حتى سن 15 عامًا في المدارس المعتمدة. يتم قبول الطلاب بعد ملء استمارة تقييم تحدد مستواهم وإمكانية تسجيلهم في أحد مستويات البرنامج.
يشمل منهاج "الفئة ب" الطلاب المنقطعين داخل سوريا والعائدين من الخارج، وقد صُمم لمعالجة الفجوات التعليمية. وأكد رمضان أنه ليس بديلاً عن شهادة التعليم الأساسي، بل هو مسار مساعد يمكن الطالب من استكمال الصفوف التي فاتته قبل الاندماج مجددًا في التعليم النظامي.
وفيما يتعلق بتطبيق المنهاج، أوضح رمضان أنه سيتم تنفيذه في مدارس ومراكز مجتمعية محددة بناءً على أعداد المسجلين، مع توفير كتب خاصة بأربعة مستويات، يضم كل منها سنتين دراسيتين مدمجتين. وأضاف أن المعلمين خضعوا لتدريبات مكثفة لفهم طبيعة البرنامج واستراتيجياته التدريسية الحديثة، بالإضافة إلى إشراف مباشر من كوادر الوزارة لمتابعة سير العملية التعليمية.
أشار عصمت رمضان إلى أن دراسة "الفئة ب" لا تؤثر على فرص الالتحاق بالتعليم العالي أو قيمة الشهادة، لأن البرنامج جزء من منظومة التعليم الرسمية.
وفقًا للوزارة، يوفر المنهاج مسارًا مرنًا لمعالجة الانقطاع والتأخر الدراسي، ويمنح الأطفال واليافعين فرصة للعودة إلى المدرسة واستكمال تعليمهم في بيئة تربوية مدعومة وكوادر مؤهلة.
أهداف المنهاج
تهدف مبادرة "الفئة ب"، كما ذكرت وزارة التربية على صفحتها على "فيسبوك"، إلى:
- سد الفجوات المعرفية بسرعة.
- تعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب والتفكير النقدي.
- بناء الثقة بالنفس وتشجيع المشاركة المجتمعية.
يستهدف البرنامج الطلاب في جميع المناطق، وخاصة الريفية والنائية، في العام الدراسي 2025-2026، لضمان حصول الجميع على فرص عادلة للتعلم. من خلال هذا البرنامج، تسعى وزارة التربية إلى تعزيز العدالة التعليمية، ومكافحة الأمية، وتقوية شعور المتعلم بالانتماء، ودعم العودة السلسة إلى التعليم النظامي، ليكون خطوة نحو تعليم شامل وعادل لكل طفل.
أوضح مدير المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية في الوزارة، عصمت رمضان، أن أهمية المنهاج تتركز في:
- تعزيز العدالة التعليمية لجميع الأطفال.
- مكافحة الأمية والحد من الفشل الدراسي.
- تقوية شعور المتعلم بالانتماء وتقليل العزلة.
- دعم العودة السلسة للتعليم النظامي.
- خطوة حقيقية نحو تعليم شامل وعادل لكل طفل.
بحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، هناك حوالي 2.4 مليون طفل خارج المدرسة في سوريا. وذكرت المنظمة في تقرير لها بالتزامن مع اليوم الدولي للتعليم، في 24 كانون الثاني، أن الإحصائية شملت جميع مناطق سوريا. يمثل عدد الأطفال خارج المدرسة ما يقارب نصف عدد الأطفال الذين هم في سن الدراسة والبالغ عددهم 5.52 مليون طفل، وتراوحت أعمار الأطفال خارج المدارس بين 5 و17 عامًا.